أعلن رسام الكاريكاتير “رينالد لوزير” – المعروف باسم “لوز” – أنه سيترك عمله في مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة في سبتمبر المقبل.
وأوضح لوز – الذي قال الشهر الفائت: “لن أرسم كاريكاتورات للرسول محمد مجدداً” – في حديثه لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية؛ أن تركه للعمل يعتبر قرارا شخصيا، مضيفاً: “راجعت نفسي، وحاولت ضبطها، كما تعبنا بسبب ضغط وسائل الإعلام علينا، وبات ذلك في الحقيقة أمرا صعبا علينا، وأخبرت زملائي عن مغادرتي للمجلة”.
ووصف لوز تسريب زملائه لقرار تركه العمل بالمجلة بأنه “سخيف”، قائلاً: “لم أعد رسام شارلي إيبدو”.
وكان لوز – الذي رسم كاريكاتور للرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم على غلاف المجلة، في أول عدد أصدرته بعد الهجوم الذي تعرضت له، في السابع من يناير الماضي – قال الشهر الفائت: “لن أرسم بعد الآن كاريكاتور للرسول محمد، فلم أعد اهتم بهذه القضايا”.
كما تحدث رئيس تحرير المجلة “لوران سوريسو” – المعروف بـ”ريس” – لصحيفة “لوموند” الفرنسية الاثنين الفائت؛ حول الأزمة الأخيرة بين مجلس الإدارة والعاملين بها، حيث تعاني المجلة من مشاكل داخلية؛ بسبب رفض الصحفيين للطريقة التي تنتهجها الإدارة، إذ أقدمت الأخيرة قبل أيام على تسريح الصحفية “زينب العزوي”؛ لأنها اعترضت على الإدارة المالية.
وأوقفت “شارلي إبدو” الصحفية “زينب”عن العمل، قبل أن تتراجع، وقالت زينب في وقت سابق من الأسبوع الماضي لـ راديو “مونت كارلو”: إن “الأموال الطائلة التي تلقتها شارلي إبدو بعد الهجمات الأخيرة عليها؛ جعلتها تغيّر استراتيجيتها، وتتصرف بطريقة تتعارض مع حرية التعبير، ولا تتعامل بشفافية حول الأموال التي تلقتها، كما أصبحت تتعامل بطريقة بيروقراطية”.
وعن أزمة الصحفية زينب قال ريس: “لا يوجد خلاف شخصي معها ..مقالاتها جيدة والمشكلة في عدم التزامها بما يتعلق بحضور اجتماعات التحرير، وبسبب تأخرها في تسليم المقالات المتفق عليها”، مضيفا: “هي لا تستجيب بالشكل المطلوب لملاحظات الإدارة”.
وناقشت صحيفة “لوموند” مع ريس الأزمة المالية بين إدارة الصحيفة والعاملين بها، حيث يعود التوتر بين الطرفين إلى الـ 30 مليون يورو، التي جمعتها الصحيفة في شكل مبيعات وهبات ومساعدات، عقب الاعتداء على مقرها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحسب لوموند؛ فقد انتهت هذه الأموال بين أيدي المساهمين الثلاثة، وهم أسرة رئيس التحرير الراحل” شارب” – تملك 40 % من الأسهم – كما يمتلك “ريس” 40 % من الأسهم أيضا، بينما يهيمن المدير المالي ايريك بورتيو على 20 % من الأسهم.
ويطالب صحفيون بتغيير الوضع القانوني للصحيفة، من شركة تجارية خاصة إلي “ملكية عامة” يستفيد من خلالها كل صحفي بعدد معين من الأسهم.
تجدر الإشارة إلى أن “شارلي إبدو” شهدت انقسامات بسبب المال عام 2006 أيضا، بعد أن حقق العدد الذي نشر رسومات مسيئة للنبي الكريم محمد مبيعات كبيرة تقاسمها ملاك الصحيفة آنذاك.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس في 7 يناير الماضي؛ هجوماً استهدف مقر صحيفة “شارلي إبدو” الساخرة، والتي اعتادت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد خاتم الأنبياء، أعقبه 3 هجمات أخرى في الأيام الثلاث التالية، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، بينهم 3 من منفذي الهجمات