حظي الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدعم القطاع الأكبر من الأقباط، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان لهم دور واضح في الحشد أمام لجان الاقتراع في الانتخابات الرئيسية، التي فاز فيها بفرق شاسع عن منافسه حمدين صباحي مؤسس “التيار الشعبي”.
وبدلًا من أن يجني الأقباط ثمار هذا الحشد، والذي لعب دورًا بارزًا في فوز السيسي بالرئاسة, لم تتحسن أوضاعهم كثيرًا، بعد أن أصبحوا هدفًا من قبل معارضي السلطة الحالية، وتعرض لعدد وفير من الانتهاكات منذ الوهلة الأولى، حيث إنهم لم يأمنوا على أنفسهم ودور عبادتهم في عهد الرئيس الذي عمل كثيرًا على استمالتهم في صراعه ضد خصومه.
البداية مع مقتل 21 قبطيًا بليبيا كانوا مختطفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش”، فضلاً عن تعرض 60 كنيسة للعمليات الإرهابية، وتعرض أكثر من 100أسرة قبطية للتهجير القسري بالمحافظات، ناهيك عن تعدي قوات الأمن على بعض الكنائس في محافظات الصعيد، بجانب فشل الأمن السيطرة على جلسات الصلح العرفية ببعض القبائل بسيناء.
وقال نادر الصيرفي، منسق حركة 38، وفق موقع (المصريون) إنه “مع اقتراب انتهاء العام الأول من وصول السيسي إلى الرئاسة لم تتغير الأمور كثيرًا، بل زادت الأزمة وتفاقمت خاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية بالنسبة للأقباط وقانون دور العبادة, إذ لم يتم التطرق إليها أو مناقشتها حتى الآن”.
وأضاف أن حركة 38 تعد وثيقة أو مذكرة لتحريك دعوى قضائية ضد وزارة العدالة الانتقالية، موضحًا، أن مطالبهم تتلخص في كلمتين “النظر بعين الرأفة للكوادر الشبابية”. وعاب الصيرفي على الدولة “لجوءها مع كل مشكلة للكنيسة, في حين أنها فقط هي دار للعبادة ولقيام الصلوات ولا يجب إقحامها في السياسة بأي شكل من الأشكال, خاصة أن هناك حقوقًا تخص المسيحيين فى مصر مرتبطة بقوانين الأحوال المدنية يجب مناقشة الكوادر الشبابية فيها وليس قيادات الكنيسة والتى لا تفقه شيئًا سوى فى الدين فقط”.
وتابع: “الأقباط فى مصر أصبحوا بين مطرقة الدولة وسندان الكنيسة.. ومطالبنا أصبحت تدور فى دائرة مفرغة”. من جانبه، قال رمسيس النجار، المستشار القانوني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هناك جوانب إيجابية في عهد السيسي، منها استقرار الأمن وتعافى الاقتصاد وتغيير الصورة السلبية عن مصر واحترام الدول لمكانة الشعب المصري بعد ثورة 30
يونيو. مع ذلك، وصف النجار، الملف القبطي بأنه “مازال أمنيًا بالدرجة الأولى وتتعامل معه وزارة الداخلية دون غيرها وأن المواطنين الأقباط يعاملون في مصر بصفتهم مواطنين درجة ثانية ويتم استهدافهم باستمرار، إضافة إلى الفتن الطائفية التي تحدث بين الحين والآخر، اختطاف الفتيات دون رادع من قبل الدولة”.
وقال بيشوي متياؤس, أسقف الكنيسة الأرثوذكسية بقنا: “حتى الآن لم نجن ثمار تأييدنا للسيسي وزادت الانتهاكات بشكل كبير؛ حيث وقعت 150حالة اختطاف للأقباط مقابل الفدية، طوال العام الماضي، قُتل خلالها 9منهم، ومن أبرز المحافظات التي تشهد عمليات من هذا النوع المنيا وقنا”.
وأوضح متياؤس، أنه في شهر يناير وقعت 15 حالة اختطاف واختفاء، بينهم 6أطفال تحت 18 سنة، و5قبطيات، وفي فبراير 19حالة، بينهم 12طفلاً تحت 18سنة، ومارس 14حالة، بينهم 5أطفال وامرأتان، وأبريل 14 حالة، بينهم 4أطفال و8نساء، ومايو 13حالة، بينهم 4نساء و8أطفال، انتهت بقتل 3منهم، ويونيو 16حالة، بينهم 7أطفال و7نساء تم اختطاف حالتين منهم من الشارع، ويوليو 12حالة، بينهم طفل واحد و3نساء، وأغسطس 22
حالة، قُتل اثنان منهم”. وتابع “في سبتمبر وقعت 13حالة اختفاء واختطاف، قُتلت حالة منهم أثناء اختطافها، وبينهم طفلان و3نساء، وشهد أكتوبر اختطاف واختفاء 22حالة، بينهم 8أطفال وامرأة، ونوفمبر 19حالة، انتهت اثنتان منهما بالقتل، وبينهم 5أطفال وامرأة. وشهد ديسمبر 12حالة، بينهم حالة قتل وطفل و3
نساء”. وذكر بيشوي أن “هناك أكثر من مليون و750فدية خلال العامين الماضيين, هذا بالإضافة إلى هدم بعض الأديرة لأسباب غير معلومة”, مختتمًا بتوجيه رسالة للسيسي: “لن يسامحك الرب”على تجاهلك لنا”.