اعتبر الكاتب جاك هيبر رودير أن تجاهل أوروبا والولايات المتحدة اﻷمريكية للقمع في مصر، ربما يصبح كابوس المستقبل بالنسبة إليهم، على غرار ما يحدث حاليا في أفغانستان والعراق وسوريا.
جاء هذا في مقال للكاتب بصحيفة “ليزيكو” الفرنسية تعليقا على موقف تركيا والغرب بعد إحالة محكمة جنايات القاهرة أوراق الرئيس اﻷسبق محمد مرسي وآخرين إلى مفتي الجمهورية للنظر في مشروعية إعدامهم على خلفية قضية هروب السجناء من وادي النطرون خلال أحداث الشغب التي شهدتها مصر إبان ثورة 25 يناير 2011.
وأوضح الكاتب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استنكر حكم الإعدام الذي صدر ضد الرئيس الإسلامي الأسبق وأعرب عن قلقه تجاه غياب ردود الفعل خاصة من أمريكا وأوربا تجاه هذا الحكم.. بالفعل هناك دوافع سياسية لأنقرة.
وقال الكاتب : صحيفة حريت اعتبرت أن هذا الحكم سيزيد الطين بلة في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن حكم الإعدام أصبح لا مكان له في القرن الحادي والشعرين”.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي كان فيه مرسي أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، أعطى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عام 2013 إشارة حزينة للمصريين والعرب جميعا وهي أن “الديمقراطية مع انتخابات حرة ونزيهة ليست لهم”
بالإضافة إلى ذلك، فإن حكم مرسي بالإعدام لضلوعه في عملية هروب جماعي من سجن في القاهرة في انتفاضة 2011 ضد حسني مبارك، بحسب الصحفي مراد يتكين، يعطي انطباعا بأن القضاء المصري أداة انتقام في يد السيسي، حيث كان انتخاب مرسي فرصة لعودة الحياة السياسية لطبيعتها وملزما لاعتدال الإخوان المسلمين.
وأشار الكاتب إلى أن ما يحدث في مصر اليوم يذكر بما حدث في تركيا مع رئيس الوزراء عدنان مندريس بعد الانقلاب العسكري عام 1960، وهذا ما يفسر غضب أردوغان من “حريت” بعد أن ذكرت أن مرسي انتخب بنسبة 52٪ من الأصوات، وبنفس النتيجة فاز أردوغان، ويبقى موقف الغرب في النهاية.
وأكد روديار أن “إغلاق العيون على القمع في مصر قد يكون في مصلحة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم، ولكنها قد تكون في المستقبل كابوس جديد، كما هو الحال الآن في أفغانستان، العراق وسوريا”.