قال «أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية»، في تسجيل صوتى له إنه «سيأتى دور بغداد وكربلاء»، وهي المدينة المقدسة لدى الشيعة بعد الرمادي.
جاء ذلك التسجيل وفقا لوكالة الأنباء الإيطالية، التي نقلت عن مصادر لها من بيروت الإثنين، أن التنظيم نشر تسجيلا صوتيا جديدا، لزعيمه، وأضافت أن التسجيل الذي بثه التنظيم على الإنترنت، وفي انتظار التأكد منه ومن صحة نسبته إلى «البغدادي»، تحدث بشكل صريح عن نية التنظيم الهجوم على بغداد وعلى كربلاء، وذلك «بعد الانتصار في الأنبار» بعد سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة.
ويقول ضابط في قيادة شرطة الأنبار لشبكة «رووداو» الإعلامية شريطة عدم ذكر اسمه، أن الحكومة العراقية هيأت الأجواء لسقوط مدينة الرمادي والأنبار بشكل كامل باستثناء مدينة حديثة، لتعود الحكومة وتشن عملية عسكرية واسعة لاستعادة المحافظة بقيادة قوات الحشد الشعبي لتثبت بذلك «الاحترافية المزعومة لهذه القوات، ويعوض الانهيار الذي مني به في تكريت»، على حد قوله.
وبخصوص مدينة حديثة التي لم يتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة عليها بعد، أوضح الضابط أن القوات الأمنية من أبناء المدينة وعشيرة الجغايفة، والتي تمسك بزمام الأمور في المدينة هددت الحكومة العراقية بـ«إغراق العاصمة بغداد في حال امتنعت الحكومة عن تسليحها وتزويدها بالذخيرة اللازمة»، مضيفا بأنه وعلى الرغم من محاصرة «الدولة الإسلامية» لمدينة حديثة، إلا أن التعزيزات العسكرية للمدينة لم تتوقف.
حيث ترسل الحكومة العراقية أسلحة وذخائر جوا من قاعدة «الأسد» المحصنة في ناحية «البغدادي» إلى مدينة حديثة، خشية إقدام القوات المحاصرة من تدمير سد حديثة، والذي يشكل خطرا على بغداد.
بغداد وكربلاء
وعن استراتيجية «الدولة الإسلامية» لما بعد الأنبار، قال الضابط أنه سيُعلَن رسميا عن سقوط الأنبار باستثناء حديثة خلال الأيام القليلة القادمة، وبعدها ستشهد مناطق حزام بغداد تصعيدا أمنيا، حيث تشير المعلومات بأن التنظيم يحشد قواته شمال العاصمة بغداد في ظل تقدم مسلحي التنظيم في مناطق ذراع دجلة قرب منطقة سبع البور ومناطق زوبع المتاخمة لمنطقة أبوغريب، إلا أنه لم يستبعد أن يفاجيء تنظيم «الدولة الإسلامية» كعادته بفتح جبهة كربلاء وإشغال القوات العسكرية هناك ليخفف العبء على مسلحيه شمال وغرب العاصمة لبدء العملية التي دعى إليها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي».
وتأتي التطورات الأخيرة في مدينة الرمادي بعد التسجيل الصوتي المنسوب لـ«البغدادي»، الذي دعا فيه عناصر التنظيم النائمة في بغداد للاستعداد لعملية واسعة، ودعا تنظيمه أيضاً بالتوجه إلى بغداد بعد حسم المعارك في الأنبار.
وفي كربلاء، أكد عضو مجلس النواب عن محافظة كربلاء، «حبيب الطرفي»، أن القوات الأمنية في المحافظة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، مشيرا إلى أن «داعش حاول مرارا اقتحام ناحية النخيب لكن جميع المحاولات باءت بالفشل». موضحا أن «التنظيم رغم محاولاته للاقتراب من كربلاء بشن هجمات على ناحية النخيب القريبة من المحافظة، إلا أنه فشل في تحقيق هدفه وذلك لعدم وجود حاضنة له في تلك المناطق».