أكد الدكتور نادي فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر دخلت في مرحلة تفسخ نظام الحكم القائم، والتي تدل على بداية نهايته، مشيرًا إلى أن النظام القائم حاليًا يتلقى المساعدة من 4 جهات وهي الشرطة والقضاء ورجال الأعمال والدعم الخليجي.
وأوضح “فرجاني”، في مقال له جاء بعنوان “بوادر تفسخ التحالف المؤسس للحكم”، أن هناك 4 عوامل تشير إلى وجود خلافات تصل إلى حد الصراع بين السلطة والقائمين على مساعدتها، مؤكدًا أنه لا يستبعد أن تتخلص المؤسسة العسكرية من رأس النظام واستبداله بواجهة أخرى من أصل عسكري أيضا بدلا منه، ليتكرر سيناريو ما بعد تنحي الرئيس الأسبق مبارك، على حد قوله.
تخلي رجال الأعمال
وأوضح “فرجاني” أن رجال الأعمال سلطوا ألسنتهم الإعلامية على النظام الحالي بل وصل بهم الأمر إلى تهديدهم للنظام بأنهم من أتوا به للحكم بدعمهم المالي والإعلامي وأنهم لن يقبلوا أن تضار امتيازاتهم في استغلال الشعب.
وأشار “فرجاني” إلى أن احتمالات الفرقة ستزداد بين الفئتين كلما تبين إفلاس النظام تنمويًا وأن مشاريعه التي وعد بها الشعب وهمية ومفضوحة، مؤكدًا أن الشعب هو الخاسر من هذا المعركة حيث سيتعمد النظام وقتها إفقار الشعب حتى لا يترك لأصحاب الأموال إلا شعبًا فقيرًا، وسوقًا محلية فقيرة.
الخلاف مع الشرطة
ونوّه، أستاذ العلوم السياسية، بما أسماه بـ”علامات التوتر والنزاع” بين المؤسستين الأمنيتين، والتي وصلت إلى تبادل الهتاف والأعمال العدائية وحتى المعارك المسلحة بين الجيش والشرطة، بعد حادث قسم شبين الكوم الذي تعرض للحصار من قِبل قوات الشرطة العسكرية إثر اصطحاب أفراد كمين أمنى طيارًا حربيًا إلى القسم بعد رفضه إظهار رخصة القيادة الخاصة به أثناء مروره بالكمين.
وأضاف: “ويتردد أن السبب الحقيقي لإقالة وزير الداخلية العتيد في الإجرام، محمد إبراهيم، كان تبجحه بأنه مركز قوة عصى على الإقالة لأن وزارة الداخلية تحت رئاسته هي ركيزة نظام الحكم”.
وتابع: “ربما لم يكن مخطئا، وإن تجاوز، ولكن الحكم التسلطي يقوم على البطش ولو بالأعوان إن تبجحوا لتعزيز سطوة المتسلط الأكبر ومعسكره، ولهذا تكررت خلال السنوات الماضية الاشتباكات بين عناصر من الجيش والشرطة، وشهدت الوقائع المتتالية تحريك مجموعات قتالية واحتجاز أفراد من كلا الجانبين وإطلاق متبادل للنيران أو الغاز المسيل للدموع في بعض الحالات”.
العلاقة الجديدة مع الخليج
وأكد “فرجاني” أن الدعم الخارجي للنظام وخاصة الخليج بدأ يراجع حساباته في تأييد النظام بعد أن تيقن من أن النظام “غير مؤتمن”، وفقًا لقوله، مشيرًا إلى أن التسريبات المزعومة والتي تناقلتها وسائل إعلام محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين تسبب في غضب السعودية من النظام، بعد أن أظهرت لمموليه احتقاره لهم.
وأضاف: “وفى إرساء ذهنية غياب ثقة ممولي الحكم العسكري في تلك القيادات ومعاملتها كالمرتزقة المأمورين تحت إمرة قيادات سعودية وخليجية حتى قاد حملة عاصف الحزم التي انضم لها الحكم العسكري في مصر، أمير سعودى لا يتعدى الثلاثين عاما من العمر، وتقديري أن مغزى التغييرات الأخيرة في حكام السعودية ستفضي إلى تقليل دعم المملكة نظام للحكم العسكري في مصر”.
تراجع المؤيدين
أما عن التأييد الشعبي للنظام فقال “فرجاني”: “بعض من عتاة مؤيدي الحكم العسكري ومجاذيب رأسه الحالي، المغيبين بالإعلام والإعلان، في الداخل، بدءوا يراجعون أنفسهم بعد تكشف سوءات ذلك الحكم التي لا تخفى على عاقل، وكثير ممن خدعوا بالوعود الزائفة للحكم المُفلس، إلا بالنسبة لشريحة القمة من المؤسسة العسكرية وأصحاب الأموال، التي تغتني فحشا، فتلك الفقاعات التي صارت تستعصي على الحصر، وتزداد عددًا وإمعانا في الخداع يوميًا، تجعل حتى المغيبون يتساءلون إلى متى يمكن الاستمرار في تأييد مثل ذلك الحكم التسلطي المخادع، الفاسد والفاشل”.