برغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي أثارها حزب الله، ووسائل الإعلام المقربة منه، بشأن معركة القلمون التي ما تزال جبهاتها ساخنة، إلا أن ما أنجزه الحزب المسنود من قوات النظام وطيرانه، محدود للغاية حتى الآن، ولم يتمكن من الحفاظ على أبرز إنجاز حققه في هذه الحملة، وهو السيطرة على قمة موسى سوى ثلاثة أيام، حيث عاودت قوات المعارضة انتزاع التلة، بل والزحف إلى مناطق جديدة كانت بحوزة الحزب في منطقة القلمون الغربي، مثل تلة الثلاجة وفق ما جاء بصحيفة (العربي الجديد) اللندنية.
وتخوض قوات المعارضة معارك ضارية مع مليشيا الحزب وعناصر الدفاع الوطني الذين يحاولون استعادة السيطرة على تلة الثلاجة، المطلة على قمة موسى في جرود رأس المعرة وفليطة، وقد كبدتها خسائر جديدة ما اضطرها إلى الانسحاب والعودة إلى نقاط انتشارها.
ووفق الصحيفة تمكن مقاتلو “جيش الفتح”، مساء الجمعة، من استعادة السيطرة على تلة موسى بعد معارك عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة مع قوات النظام وعناصر حزب الله، وذلك إثر هجوم مباغت شنته على التلة من جهة جرد المعرة، وقتلت خلاله وأصابت العشرات منهم، وبينهم 10 عناصر على الأقل من حزب الله الذي قامت مدفعيته باستهداف تلة موسى بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بعد أن فقدت السيطرة عليها.
وكانت قوات النظام ومليشيا حزب الله تمكنت، الخميس الماضي، من السيطرة على تلة موسى، التي يزيد ارتفاعها على 2000 متر، وتطل على جرود القلمون.
ويأتي تقدم قوات المعارضة في إطار هجوم معاكس بدأته الجمعة، وتمكنت خلالة من السيطرة على تلة موسى الاستراتيجية وعلى الوديان المحيطة بها، بعد قيام جبهة النصرة بتفجير سيارة مفخخة بمركز لحزب الله في المنطقة، وتمكنت قوات المعارضة إثر ذلك من السيطرة على تلة الثلاجة، لتتقدم على محور جبال الباروح التي يزيد ارتفاعها على ألفي متر عن سطح البحر، بينما تتواصل الاشتباكات في منطقتي جرود رأس المعرة وجرود الجبهة الواقعة إلى الشمال من بلدة عسال الورد، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وسط توقعات بانتقال المعارك إلى بلدة رنكوس التي سيطرت عليها قوات النظام وحزب الله العام الماضي.
وقال الناشط أحمد التلي لـ “العربي الجديد” إن “جيش فتح القلمون” كان انسحب عمدا من تلة موسى لأهداف تكتيكية بهدف استنزاف مقاتلي حزب الله، وإيقاع أكبر الخسائر بهم عبر أسلوب الكر والفر ونصب الكمائن، وهو ما ينطبق على عشرات التلال في جرود القلمون التي ما زالت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الذين يعرفون جيدا طبيعة الأرض، ويستدرجون عناصر حزب الله إلى بعض المناطق للقضاء عليهم.
وأوضح أن أهميه تلة موسى كونها تقع في جرود رأس المعرة الملاصقة لجرود عرسال اللبنانية، ويصل ارتفاعها إلى 2400 متر، وهي بذلك أعلى قمة بين دمشق والحدود اللبنانية، وسيطرة حزب الله عليها تضيق الخناق على قوات المعارضة، وتجعل الممرات الجبلية التي يستخدمها مقاتلوها للتنقل تحت نيران الحزب، ما يضطرهم إما للتوجه إلى جرود عرسال اللبنانية، وبالتالي التصادم مع الجيش اللبناني وهو ما يخطط له حزب الله، بهدف توسيع المعركة وعدم اقتصارها على مقاتليه، أو مغادرة القلمون الغربي والانكفاء إلى الداخل السوري.
وفي إطار محاولاتها لإشراك أطراف أخرى في قتال قوات المعارضة، وتخفيف الضغط عن مقاتليها، عمدت مليشيات حزب الله إلى فتح معركة في منطقة عسال الورد الأقل وعورة من حيث الطبيعة الجغرافية، من أجل دفع مقاتلي جيش الفتح إلى التراجع باتجاه مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في جرود قارة وجريجير، على أمل التصادم بينهما هناك، خاصة في ظل الحساسيات والتوترات السابقة بين الجانبين.
وبعد سيطرة قواته على تلة موسى، سعى على ما يبدو الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى الظهور في الإعلام للحديث عن هذا النصر، إلا أن تمكن مقاتلي المعارضة السورية سريعا من استعادة التلة أفسد خطاب نصر الله مساء السبت، فخلا من الإشارة كليا لموضوع التلة، وركز على توجيه الانتقادات لبعض الدول العربية.
وكانت هذة المفارقة محل سخرية وتندر من جانب مغردين ونشطاء لبنانيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعبر أحدهم عن ذلك بقوله “راحت_التلة_قبل_الطلة” في إشارة إلى استعادة تلة موسى قبل ظهور حسن نصر الله التلفزيوني، فيما استخدم مغردون آخرون وسم “طلة بلا غلة” في إشارة إلى ظهور مفلس، وفق المغردين.