ادعى تقرير نشره موقع “ديبكا”، الاستخباري الإسرائيلي، أن العملية الخاصة الأمريكية التي نفذتها قوات “دلتا” في منطقة دير الزور شرقي سوريا، واستُهدفت فيها مجموعة من المحسوبين على تنظيم الدولة، ومنهم الإداري أبو سياف، لا يمكن أن تحدث دون تنسيق أمريكي مسبق مع دمشق وموسكو.
وقد أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، بعد الهجوم، قائلة: “إن حكومة الولايات المتحدة لم تنسق مع النظام السوري، ولم نبلغهم مسبقا”، ولكن هذا البيان، وفقا للتقرير، لم يستبعد إبلاغ أمريكي محتمل لروسيا بالعملية، وموسكو أعلمت دمشق بها.
وبالتالي، كما أورد التقرير، فإن العملية تشير إلى تطور مهم، وهو أن أمريكا لم تكتف بتورط عسكري لأول مرة على الأرض في سوريا، وفقط، ولكن يبدو أنها أيضا ولكن يبدو أنها تنجر مع روسيا ونظام الأسد، مجتمعين، ولأول مرة لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، وبالطريقة نفسها تقريبا التي تعاونت بها واشنطن مع إيران ضد تنظيم الدولة عبر بغداد.
هذا مع ملاحظة أن منطقة العمليات –حقل العمر نحو 20 كم من مدينة دير الزور في شرق سوريا جنوب- تعج بوحدات الدفاع الجوي السوري، بينما تغطي أسلحة الدفاع الجوي الروسية المسافة من هناك إلى دمشق. فكيف غابت عنهم طائرات الهليكوبتر التي أنزلت القوات الأمريكية، ولم يتعرضوا لها بأي نيران؟ وهذا ما يرجح التنسيق بالنظر إلى تفاصيل العملية.
ويبدو أن الإداري “أبو سياف” لم يكن الهدف الوحيد، وفقا للتقرير، ولكن هناك آخرون قتلوا في نفس المجمع، بما في ذلك أربعة من المقاتلين العرب.
ويمكن القول، استنادا للتقرير، إن العملية الأمريكية فشلت في أحد الجوانب الهامة: لم يتم القبض على أي من قادة تنظيم الدولة البارزين والمؤثرين من الصف الأول.
وادعى موقع “ديبكا” أن الهدف الرئيس للإنزال الجوي والعملية الخاصة كان القبض على خمسة من كبار قادة تنظيم الدولة لإثبات قدرة أمريكا على ملاحقة أعدائها، ولم تحقق ما كانت ترمي إليه.
بدلا من ذلك، فإنها كانت بمثابة ورقة مساومة لإنقاذ حياة أي رهائن أمريكيين مستقبلا.
وما نجحت فيه العملية الأمريكية الخاصة أن القوة الهجومية رجعت سالمة بكامل عددها، كما إنها استولت على كمية من الوثائق الرقمية المتعلة بالهيكل القيادي لتنظيم الدولة.
مع التكنولوجيا المتاحة اليوم، فإن “أبو سياف”، الملقب بـ”أبو محمد العراقي” كان بالإمكان تصفيته عن طريق الضغط على زر من قاعدة أمريكية للطائرات من دون طيار في الأردن أو العراق أو حاملة طائرات في البحر الأبيض المتوسط، وبهذا تتجنب المخاطرة بأي جندي أمريكي باقتحام مجمع عسكري تابع لتنظيم الدولة. كما واحدة أو أكثر من الطائرات من دون طيار مزودة بقنابل موجهة بالليزر يمكن أن تحلق فوق المنطقة.
لكن من ناحية أخرى، فإنه لا يمكن اخترقت مكاتب ومنازل قيادي مكلف بالشؤون المالية في تنظيم الدولة وتجريده من أجهزة الكمبيوتر ووحدات التخزين الرقمي الأخرى لوثائق تسجل تحركات الموظفين والأموال، إلا بإرسال مجموعة كبيرة من مقاتلي النخبة (تقدر بنحو 70-100) إلى الهدف بواسطة مروحيات بلاك هوك.
وللقيام بهذه المهمة، كان يجب أن تكون قوة دلتا محروسة من مئات المقاتلين وكذلك تأمين الجانب الطبي، الخدمات اللوجستية، الحرب الإلكترونية، الاستخبارات وموظفي الاتصالات وأيضا الغطاء الجوي.
وعلى هذا، فإن الطائرات من دون طيار في سماء المنطقة كانت تمد القوة بالمعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب.
وكانت الطريقة الوحيدة، وفقا للتقرير، التي يمكن لوحدة النخبة الأمريكية أن تهاجم من دون خوف أن تُستهدف من نيران صواريخ الأرض-أرض لقوات الأسد القريبة من مسرح العملية، أن تتلقى وحدات الدفاع الجوي السورية والروسية توجيهات مسبقة بعدم إطلاق أي نار.