تغرق مدينة مشهد الايرانية المقدسة بعشرات الآلاف من الزوار العراقيين الشيعة الذين يقصدونها يومياً لأسباب دينية، فيما يبحث آلاف آخرون من الزوار عن “زواج المتعة” في ظاهرة أشبه بــ”تجارة الجنس” وتمثل عالماً سفلياً لا يعرفه الكثيرون، أما الظاهرة الأكثر لفتاً للأنظار في مشهد فهي إزدراء الزوار العرب رغم أنهم ينتمون لنفس المذهب والطائفة.
ووصف تقرير لجريدة “الغارديان” البريطانية كيف يتم إزدراء الزوار العراقيين الذين يتقاطرون يوميا على مدينة مشهد في ايران، على الرغم من أن أنهم يقومون بنفس الطقوس الدينية ونفس المعتقدات.
وتنقل “الغارديان” عن رجل أعمال ايراني من العاصمة طهران قوله إنه “لا يحب العراقيين”، مضيفاً: “إنهم مزعجون ويحدثون ضجيجاً هنا”، في اشارة الى الازدراء الذي يواجهه الشيعة العرب عند زيارتهم المراقد في ايران.
وكان المسؤول عن التخطيط والتنمية في مدينة مشهد محمد مهدي باراداران أعلن مطلع العام الحالي أن المدينة تستقطب 1.5 مليون زائر أجنبي سنوياً، من بينهم 23% يأتون من العراق. وقال باراداران: “الكثير من الزوار الأجانب يأتون الى ايران من أجل زيارة مرقد الامام رضا في مشهد”، مشيراً الى أن كافة المدن الايرانية مجتمعة لا يمكن أن تتفوق عدد زوار مدينة مشهد وحدها.
وتنقل الجريدة البريطانية عن خبير سياحي قوله: “أتوقع أن غالبية السياح العراقيين يأتون الى ايران من أجل زيارة مدينة مشهد”، مشيراً الى أن “أغلبهم من الشيعة الذين لا يفوتون فرصة زيارة مرقد الامام رضا”.
ويقول مسؤول في مطار هاشمي نجاد بمدينة مشهد إن اعداد الزوار العراقيين الى المراقد شهد ارتفاعاً منذ صعود تنظيم الدولة الاسلامية، مضيفاً: “بعد سقوط صدام حسين في العام 2003 أصبح الكثير من العراقيين يأتون الى ايران، واقدر أعداد الذين يصلون عبر هذا المطار بنحو 100 ألف، لكن أعداد الزوار سجلت ارتفاعا حادا منذ العام الماضي”.
وبحسب تقرير “الغارديان” فان ايران تعتبر رخيصة التكلفة أيضاً بالنسبة للزوار القادمين من الخارج، حيث يقول سائق تكسي في مدينة مشهد إنه زار كربلاء العام الماضي فدفع لسائق التكسي من المطار الى الفندق 28 دولارا، أما الرحلة ذاتها في مشهد فتكلف الزائر نحو خمسة دولارات فقط.
ويقول السائق إن الكثير من الرجال العراقيين يأتون الى ايران أو الى مدينة مشهد بحثاً عن “زواج المتعة”، مضيفا: “إنهم يبحثون عن المومسات هنا.. ذات يوم استقل زائر عراقي سيارتي وسألني عن فتيات لزواج المتعة، فأجبته بأنهن متوفرات، ومن مختلف الجنسيات، بما فيها غالبية الأقطار العربية”.
ويروي سائق التكسي في مدينة مشهد لمراسل جريدة “الغارديان” كيف أنه اختلف مع راكب عراقي قصد المدينة بحثا عن النساء والمتعة، مضيفا: “الزائر العراقي دون رقم السيارة وقدم شكوى ضدي، وبدلا من أن يشكروني بسبب أنني غضبت لشرفي، فانهم عاقبوني بغرامة 140 دولارا، واحتجزوا سيارتي لمدة شهرين منعوني خلالها من العمل”.
ويقول تقرير الصحيفة البريطانية إن العشرات من فنادق الخمس نجوم الفخمة في شارع الامام رضا وسط مدينة “مشهد” تكتظ بالباحثين عن بائعات الهوى، أو من يعرضن أنفسهن لزواج المتعة المؤقت مقابل مبالغ مالية زهيدة، وذلك على الرغم من أن القوانين في ايران تحظر إقامة علاقات غير شرعية بين الرجال والنساء، كما أن الفنادق تمنع الاقامة لرجل وامرأة دون زواج.
وبحسب المعلومات التي جمعتها “الغارديان” فان بائعات الهوى في مدينة مشهد يوفرن لزبائنهن الأماكن الملائمة دون الحاجة للجوء الى الفنادق، على أن تكلفة الليلة الواحدة تتراوح بين 70 دولارا و105 دولارات فقط.
ويقول أحد العاملين في هذا المجال: “بعض الزبائن الأثرياء يستأجر السيدة لمدة أسبوع كامل، وربما يسافر ليقضي معها بعض الوقت في شيراز، أو في أصفهان، أو أية أماكن مشابهة، على أن النساء يتقاضين في هذه الحالة ما بين 20 و30 مليون ريال ايراني في الأسبوع الواحد (700 الى 1000 دولار)”.