قال ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة إنه تم الإفراج عن شقيقات الرأي عيسى السويدي الثلاث من سجون أجهزة الأمن السرية في أبوظبي بعد اختفاء قسري دام ما يقارب مئة يوم.
وكانت أجهزة الأمن في أبوظبي استدعت الشقيقات الثلاث للمقابلة الأمنية في (15|2) ثم احتجزتهن في مكان مجهول طوال تلك المدة دون محاكمتهن أو توجيه أي اتهام رسمي لهن. وكانت الشقيقات قد عبرن عن تضامنهن مع شقيقهن المحكوم 10 سنوات سجن في القضية المعروفة ال”94″ وهي القضية التي تشير إلى محاكمة معتقلي سياسيين وناشطين حقوقيين ومثقفين وأكاديميين إماراتيين على خلفية نشاطهم الحقوقي.
واستفز ما تعرضت له الشقيقات الثلاث الشارع الإماراتي الذي عبر عن تضامنه ومطالبه بالإفراج الفوري عنه بدون قيد أو شرط. ونظم الناشطون الإماراتيون ومتعاطفون خليجيون وقفات احتجاجية طوال الفترة السابقة في لندن واسطنبول وأنقرة، ودشنوا عددا من الحملات التضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي حققت تفاعلا شعبيا واسع النطاق لجهة التضامن معهن وإدانة ما تعرضن له بصفة خاصة، وما تتعرض له الحالة الحقوقية في الإمارات بصفة عامة من انتهاكات باتت إحدى “ثواتب” تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والتي كان لها نشاط حقوقي ملحوظ في قضية الشقيقات.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية ومركز العدالة وحقوق الإنسان عدة بيانات وتقارير ووجهوا رسائل إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وللجهات الحقوقية الدولية تطالب بالإفراج عن الشقيقات الثلاث.
ويرى مراقبون أن السلطات الإماراتية لم تجدها أمامها خيار سوى الرضوخ للضغوط والمطالب الشعبية بالإفراج عنهن نتيجة الضغوط الحقوقية والشعبية المتواصلة، ونظرا لغياب أي اتهامات حقيقية توجه لهن. بينما رجح مراقبون أن يكون سبب الإفراج عن الشقيقات الثلاث سعي السلطات إلى احتواء غضب الشارع الإماراتي على خلفية ما بات يعرف إعلاميا “فيديو المواطنة” الذي تصدت فيها إمرأة إماراتية لممثلتين عربيتين بلباس فاضح. وهي القضية الأخلاقية التي شغلت الرأي العام الإماراتي على مدى الأسبوع الماضي بصورة انقسم فيها حتى صحفيون وإعلاميون وفناونون إماراتيون عرفوا بتأييدهم للتوجهات الحكومية في الدولة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على تصدي الإماراتية للممثلتين، ما دفع لتخفيف الاحتقان الشعبي بالإفراج عن الشقيقات الثلاث.
يشار في ذات السياق أن السلطات الأمنية في أبوظبي أفرجت أيضا عن الناشط وليد الشحي الخميس (14|5) بعد انتهاء محكوميته “عامين” سجن بعد استخدام حقه في التعبير بمواقع التواصل الاجتماعي تويتر وكتابة تغريدات حول محاكمة ال”94″.