ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن لاجئاً فلسطينياً من مخيم اليرموك– الموجود في سوريا – عالق في مطار دولة الإمارات العربية منذ أكثر من أسبوعين بعد منعه من دخول الإمارات بالإضافة إلى منعه من دخول عدة دول عربية أخرى .
وقال ” وائل السحيلي” – 41 عاماً – في مقابلة له عبر الهاتف مع موقع “إيس آي ” أنه وابنه البالغ من العمر 9 سنوات عالقان في مطار دبي الدولي منذ 15 يوماً دون إعطاء أي اعتبار لهما، وأضاف أن السلطات الإماراتية هددته بإرساله مرة أخرى على متن طائرة عائدة لسوريا.
وأشار السحيلي أنه كان يقوم بأعمال إنسانية بالإضافة لتقديم الرعاية الطبية للناس في مخيم اليرموك في دمشق لكن النظام السوري اتهمه بمساعدة ” الإرهابيين ” على حد قوله.
وأضاف أن اعتقل لمدة شهر وأفرج عنه لكن عدد كبير من فلسطيني المخيم ألقي القبض عليهم من قبل النظام بنفس التهمة ” مساعدة الناس “، مشيراً أن الكثير من هؤلاء الناس ماتوا تحت تعذيب النظام، وأنه فضل الهروب بعد مشاهدة أصدقائه يقتلون الواحد بعد الآخر حسب ما قال .
وذكر ” السحيلي ” أنه أقام في الأردن لمدة عامين ونصف دون حصوله على تصريح إقامة، أجبرته بعدها السلطات الأردنية على المغادرة مشيراً إلى أنه لم يكن مسموحاً له بالحصول على إقامة شرعية لأن السلطات في الأردن تطلب كفيلاً على المقيم ” الفلسطيني ” بسبب ما أسماه” خشيتهم من حدوث تغيير في التركيبة السكانية الخاص بهم “
مضيفاً: ” لدينا بالفعل ثلاثة ملايين فلسطيني،ولسنا بحاجة لأكثر من ذلك “.
وأكد وائل السحيلي أن هناك أكثر من 10000 لاجئ فلسطيني قدموا للأردن من سوريا غير معترف بهم رسمياً من قبل الحكومة الأردنية”.
وكان السحيلي وابنه قد توجها لدولة السودان – متوقفاً في دبي – وبعدها إلى ليبيا ثم – مخاطراً بحياته – في رحلة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا ” في محاولة لتأمين مستقبل لأطفالي ” كما يقول . لكن السلطات السودانية لم تمنحه تأشيرة لدخول السودان وأعادوا إرساله على متن طائرة إلى دبي.
وحاول السحيلي أثناء مكوثه عالقاً في مطار دبي وممنوعاً من الأردن الإتصال بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين ” الأونوروا ” أملاً بحصوله على تأشيرة لدخول بلد آخر، لكن لم يجد أي قبول من أية دولة عربية بإعطاءه تأشيرة دخول ومشيراً أنه ” بات يخشى من إعادته قسراً إلى سوريا”.
فيما أكد موقع ” ميدل إيست ” البريطاني أنه حاول الوصل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونوروا ” للحصول على تعليق حول المضوع إلا أنه لم يجد رد.
وذكر السحيلي أن “سلطات المطارستقوم بإعادته إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية إذا لم يقرر مغادرة دولة الإمارات إلى وجهة معينة تسمح له بدخول أراضيها، مضيفاً ” أن هناك شباب فلسطينيين بقوا في المطار لمدة 11يوماً وثم نقلتهم سلطات المطار جواً إلى لبنان والتي بدورها اقتادتهم إلى الحدود السورية وسلمتهم إلى النظام السوري ” .
هذا ويعيش في سوريا أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني بعضهم من فلسطين التاريخية وآخرون من أحفاد الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة أراضيهم قسراً خلال العدوان الإسرائيلي عام 1948 و 1967.
وبحسب وكالة الأونوروا فإن ما لا يقل عن 80000 ألف من هؤلاء الفلسطينين اضطروا لمغادرة سوريا منذ عام 2011 بسبب الإضرابات الحاصلة هناك، وأنهم أصبحوا مرة أخرى لاجئين .
ويؤكد السحيلي أن وضعه يعتبرجزء لا يتجزأ من الحالة الفلسطينية العامة لللاجئين وهي ” انعدام الجنسية ” .
ويقول :” هل تعرف ماذا يبدوالوضع بالنسبة للفلسطينيين ؟ كل الآفاق مسدودة. ولا يوجد مكان للعودة إليه”
مضيفاً: ” نحن لا نستطيع إيجاد سرير لنا منذ 15 يوماً فما بالك بإيجاد دولة؟ “.
وقال: ابني لم يستحم أويغير ملابسه منذ 15 يوم لماذا ؟ نبدو كالمتسولين حين يمر المسافرون بالقرب منا في المطار” . وأضاف أنه في كل مرة يشعربالمرض والتعب يرسلون لهم – إدارة المطار – سيارة إسعاف ويعطونهم دواء دون أخذهم للمستشفى “.
وختم ” السحيلي ” كلامه : ” أتمنى أن يضعونني في غرفة أو فندق وأنا مستعد للدفع مقابل ذلك ” .