قال المغرد السعودي “مجتهد” إن آل سعود ليس لديهم القدرة على البقاء مع الآلية الحالية في الحكم، والعائلة الحاكمة غير قابلة للإصلاح لأن أي إصلاح حقيقي في اتجاه المشاركة السياسية والمحاسبة والشفافية واستقلال القضاء يعني ثورة الشعب عليها والمطالبة بمحاكمة كبار الأمراء، ولأنهم يدركون ذلك فهم يرفضون أن يبدءوا بالخطوة الأولى وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط، مؤكدًا أن دول الخليج لن تتمكن من مواجهة إيران إلا من خلال بعث جهاد سني.
وأوضح “مجتهد”، في حوار له مع قناة “الحرة”، أن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين يعني حصانة للمعارضين ومن ثم جرأة على الأسرة الحاكمة ومن ثم ثورة شعبية تطيح بهم، متسائلًا: “كيف يعقل أن يسمح آل سعود بحرية التعبير والتجمعات وهم يعلمون أن أول من سوف يهاجم بهذه الحريات هو محمد بن نايف – وزير الداخلية وولي العهد، ومحمد بن سلمان – وزير الدفاع وولي ولي العهد-.
وأضاف: “العائلة الحاكم في فترتها الأخيرة، ولا أعلم بعد محمد بن سلمان إن كانت ستدوم أكثر من عامين”، مؤكدًا أن خلاف العائلة والتحديات الإقليمية خطران يمكن أن يقضيا على العائلة، والشعب سيعاني وسيمر بمرحلة فوضى لكن سوف يستطيع ترتيب الأوضاع.
وأشار “مجتهد” إلى أن إمساك آل سعود المطلق بالسلطة لم يطرأ عليه أي تغيير، وكذلك حصانتهم المطلقة من المحاسبة، ولا في توسيع الشفافية ولا في استقلال القضاء ولا في حرية التعبير ولا حرية التجمعات، مؤكدا أن الأمور تتجه للأسوأ.
ولفت إلى أنه خلال حكم الملك عبد الله صدرت قوانين تجرم حتى من يكتب في وسائط الاتصال الاجتماعي إذا كتب شيئا يخالف توجه الدولة، ولم يطرأ أي تغيير في محاربة الفساد المالي والإداري ولا تزال مشاريع الدولة ومناقصاتها وسيلة ممتازة لسرقات كبار المسؤولين.
واستنكر “مجتهد” إرسال ما يقارب الـ150 ألف مبتعث سعودي للخارج، مؤكدا أنه دليل على الفشل لأن الدولة لو كانت تسعى للإصلاح لسعت لاستيعاب هذه الأعداد في البلد بجامعات ناجحة باستخدام أموال النفط، لكن أن يمضي 80 عامًا ولا تستطيع الدولة استيعاب مئات الألوف من الطلاب فهذه فضيحة.
وتهكم على إرسال المبتعثين إلى الأردن وباكستان, وعدم وجود شبكة مياه محترمة في المدن الكبرى بالمملكة، ومازال السكان يقفون في الطوابير الطويلة في جدة من أجل المياه التي تنقل لهم بالصهاريج، ولا توجد خدمات ولا جيش ولا جامعات ولا مشاركة سياسية ولا محاسبة ولا شفافية ولا حريات.
وعن “عاصفة الحزم”، قال”مجتهد”: إنها “كشفت فشل النشاط الخارجي والاستخباراتي والسياسة الخارجية للسعودية، كان لدى السعودية حلفاء طبيعيين في اليمن من إسلاميين وقبائل سنية، قاطعتهم الحكومة السعودية وتحالفت مع علي عبد الله صالح واخترقت الثورة سنة 2011 وأعطت صالح حصانة وسمحت له بالتحكم بمعظم الجيش ودعمت الحوثيين ضد القاعدة، واستمر هذا التصرف إلى أن طرد هادي ودخل الحوثيون عدن”.
وأشار إلى أن القصف الجوي لم يحقق شيئا فاستمر الحوثيون بالتوسع والسيطرة على المدن وبقية الجيش، وتمكنوا من القصف داخل السعودية، كما فتحت السعودية المجال للتغلغل الإيراني في اليمن حتى استولى على كل اليمن.
وبين المغرد السعودي، أنه لا يوجد تقارب إيراني أميركي، بل هو اتفاق على برنامج إيران النووي فيه خضوع إيراني ساهمت في تحقيقه السعودية من خلال زيادة إنتاج النفط وتخفيض أسعاره وإجبار إيران على قبول الشروط الأميركية، مشيرًا إلى أن الاتفاق ليس فيه أي إضعاف للخليج إلا رفع العقوبات فقط، وهو ما كان معروضًا على إيران من عشر سنوات، وهي التي ترفض، الآن وافقت على كل الشروط فسترفع العقوبات.
وأوضح أن “إيران مشكلتها ليست مع دول الخليج، إيران مشكلتها مع صعود الحركات الجهادية التي نجحت في تحجيمها في العراق وسوريا”، قائلا: “ربما لو انهار النظام السعودي فإن إيران تهزم نفسها، فإيران لديها إستراتيجية عسكرية وتخطيط وصناعة، ومتفوقة جدًا ولذلك لو حاولت الهجوم على الخليج ستدمرها أميركا ولن تحاول بنفسها الهجوم على الخليج”، مشيراً إلى أنها ستحاول من خلال الحوثيين والشيعة داخل دول الخليج وبهذا لن تستطيع دول الخليج المقاومة إلا ببعث جهاد سني داخل هذه الدول ضد إيران، مثلما حصل في العراق وسوريا، وفي اليمن مثلا لم يتمكن من التصدي للحوثيين إلا القاعدة.