مع تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وتسابق المشاهير من الفنانين والرياضيين والسياسيين للوصل الى أكبر عدد من المتابعين «الفولورز» او «اللايكات» على صفحاتهم في «تويتر» و«فيسبوك» و«انستغرام»، انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من البرامج والتطبيقات التي تتيح للمستخدم زيادة عدد المتابعين الوهميين لصفحته، دون أي نشاط او تفاعل حقيقي، وذلك مقابل مبالغ مالية، بهدف التباهي والتفاخر بتلك الأعداد بين الأصدقاء والأقارب، كما تسعى بعض الشركات والمصانع التي تعمل في قطاع التسويق الى زيادة أعداد المتابعين لمواقعها كمؤشر على مدى قوتها السوقية وقيمة السلع التي تقدمها للمستهلكين.
وأشار تقرير خاص بشركة «باراكودا لابز» الأميركية المتخصصة في دراسات وتحليل المخاطر الى زيادة واضحة في ظاهرة شراء المتابعين الوهميين على العديد من مواقع التواصل وخاصة «تويتر»، ولفت التقرير الى ان السوق السوداء لبيع المتابعين انتشر بصورة كبيرة خلال هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، مبينا انه يمكن بيع كل متابع وهمي نحو ألفي مرة على الأقل، مما يرفع قيمة المتابع الواحد إلى 20 دولارا أميركيا، مضيفا أن مليون متابع وهمي يمكن أن يجلب مليون دولار للبائع على الأقل.
وفي هذا الإطار تقول وفاء الخلفان، ان الكثير من الفنانين اصبح لديهم في الفترة الأخيرة ولع وشغف بزيادة أعداد المتابعين والمعجبين، كما تثار الشكوك حول فنانين يحصلون على ملايين من المتابعين والإعجابات على كل صورة لهم، وهذا يجعلني اشك في سعي بعضهم لشراء «الفانز» عبر مواقع متخصصة في هذا الأمر.
وتضيف: هناك مواقع تقوم بتقديم خدمات البيع المباشر، فمثلا تشتري 1000 متابع لحسابك بمبلغ 30 دولارا، وهناك مواقع تقوم بعملية تدوير ومبادلة المتابعة، أي تقوم أنت بالتسجيل ومتابعة عدد 100 شخص مثلا وبالتالي يتم عرض اسمك 100 مرة على أشخاص آخرين ليقوموا هم بمتابعتك، وعادة ما تكون حسابات صحيحة ولكنها أجنبية وبعد فترة وجيزة يقوم هؤلاء بإلغاء المتابعة وهكذا، وفي رأيي انها سوق سوداء «إلكترونية».
بدورها تؤكد ربى الصالح ان أي شخص يمتلك نسبة متابعة كبيرة من قبل الجمهور لا يعني انه اكثر شعبية، ولكن ما يجعلني أشك فعلا بعملية شراء المتابعين، ان بعض المشاهير يصل عدد المتابعين له قرابة النصف مليون، في حين ان عدد «اللايكات» على البوست الواحد لا يتجاوز المئات، واحيانا يدفعني فضولي للتعرف على متابعي بعض المشاهير وأجد أعدادا كبيرة من المتابعين بدون هوية او بمعنى آخر حسابات وهمية لا تملك حتى صورة للبروفايل الشخصي.
أما تالا نصار فتوضح أن نجاح أي إنسان سواء كان فنانا او رياضيا او غير ذلك، يقاس بإنتاجه وأعماله الناجحة، ولا يمكن تصنيف الفنانين على أساس عدد «اللايكات» أو«الفولورز»، ورغم أن لديها تواصلا مع جمهورها عبر مواقع التواصل، فتؤكد أنها تستخدم حساباتها للتواصل مع جمهورها بشكل مفيد.
وتشير إلى أن حصول بعض الفنانين على ملايين «اللايكات» عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير منطقي، خاصة ان شهرة كبار الفنانين، سببها أعمال راقية، كونت لهم قاعدة جماهيرية، قبل استحداث تلك الوسائل، مبينة ان المستخدم العادي قد يلجأ لشراء المتابعين لأنه يرى في ذلك أداة لتقييم مدى نجاحه وإحساسه بذاته، كما تلجأ الشخصيات المشهورة إلى ذلك لأنها قد ترى في إقبال الجمهور على صفحاتها انعكاسا لقوة تأثيرها في الواقع، وحتى العلامات التجارية التي تتنافس فيما بينها على تدعيم وجودها في الشبكات الاجتماعية، ترى أملا في الانتشار وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المبيعات بحسب وجهة نظرها.
وتوضح أريج راشد انها سمعت الكثير عن المتابعين الوهمين، ولكنها كانت تعتقد أن سبب انتشار هذه الظاهرة بين الفنانات هي الغيرة والحقد داخل الوسط الفني، بالاضافة الى التباهي بعدد المتابعين، حتى أصبح الأمر بمنزلة حرب بين جبهة وأخرى.
وتابعت: أسأل نفسي كثيرا كيف يتخيل الإنسان او الفنان نفسه وهو يسعى لشراء «فانز» أو متابعين، فما الفائدة التي ستأتي من خلالها؟ فالجميل ان يشعر الفنان بأن عددا كبيرا من الجماهير يتابعه من كل أنحاء العالم، ويجب أن تكون متابعات حقيقية وصادقة.
من ناحيتها، لفتت نورة سليمان الى أهمية هذه المواقع الإلكترونية في تعريف الفنانين والمشاهير بالجمهور والتواصل معه، إلا أنه يجب على الفنان أن يكون صادقا مع نفسه وجمهوره، وألا يميل إلى إظهار أشياء غير حقيقة ويوهم الناس مثلا بأن عدد الذين يتابعونه يصل إلى مليون أو أكثر، لذا لا أستغرب أن تكون وراء هذه المتابعات شركات متخصصة أو مواقع تبيع أصوات «الفانز» لدى النجوم.
وتشير نورة الى ان موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يلفت نظر المتابع الى أن الذين وضعوا علامة «like» لهذه الصفحات، ملايين وآلاف على هذه الصفحات، وما يزيد الدهشة ان عدد الأشخاص الذين يشاركون ويتفاعلون مع فنانيهم على هذه الصفحات لا يتجاوزن المئات، مبينة ان المتابعين الوهميين لا يتفاعلون مع الصفحات او الحسابات، فقط يستطيع المشتري لهؤلاء التباهي بهم .
لميس بلال ـ كريم طارق
(الأنباء) الكويتية