قال موقع” ديبكا” الإسرائيلي، إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، توجه مؤخرا لرئيس أركان الجيش اللبناني الجنرال جان قهوجي، ومارس عليه ضغوطا كبيرة لتوجيه الجيش اللبناني بالتدخل إلى جانب قوات حزب الله وجيش بشار الأسد في سوريا، والتي تخوض معارك عنيفة مع المعارضة السورية في جبال القلمون على الحدود بين البلدين.
وبحسب الموقع أخبر نصر الله، قهوجي بأن الوقت قد حان لتدخل الجيش اللبناني في الحرب ووقف تحركات المعارضة السورية التي تقصف من داخل سوريا مناطق شرق سهل البقاع، ويحتل عناصرها مناطق حول مدينة عرسال والنحلة، الواقعتين شمال شرق لبنان، مهددين باحتلالهما.
كذلك طلب نصر الله توجيه المدفعية الثقيلة للجيش اللبناني لصالح الحرب، داعيا قهوجي إلى قصف التجمعات والمواقع وقوات المعارضة السورية من داخل لبنان، على اعتبار أن هذه القوات تشكل تهديدا على الأمن القومي اللبناني.
واقترح الأمين العام لحزب الله أن يضع إمكاناته المتطورة تحت تصرف الجيش اللبناني، وعلى رأسها الطائرات بدون طيار التي بدأ تشغيلها مؤخرا، للتنسيق بين تحركات قوات حزب الله والجيش السوري، وبين العمليات العسكرية التي يفترض أن ينفذها الجيش اللبناني من داخل لبنان.
رفض قهوجي مطلب نصر الله، وقال إن الجيش اللبناني لن يشارك في أي حرب تدور على الجانب السوري من جبال القلمون، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات حزب الله وجيش الأسد من جهة وقوات المعارضة المسلحة أو ما يسمى بجيش الفتح ومن أبرز فصائله جبهة النصرة، وأحرار الشام.
ووفقا للتقرير الإسرائيلي، فإن قائد الجيش اللبناني أضاف أن جيش بلاده على استعداد لصد أي هجوم يستهدف السيادة اللبنانية، والتصدي لأي محاولة من قبل المتمردين السوريين للتسلل إلى لبنان.
السفير الأمريكي في لبنان “ديفيد هيل” دخل على خط الجدل الدائر بين حزب الله والجيش اللبناني الثلاثاء 12 مايو، معتبرا أن الحزب الشيعي هو المسئول عن تفجير الأوضاع بشمال شرق لبنان، متابعا” لم تشكل القاعدة أي تهديد للبنان حتى دخل حزب الله الحرب في سوريا، وهو ما كان بمثابة المغناطيس الذي جذب الإرهابيين للمنطقة”.
وأضاف السفير أن واشنطن تزود الجيش اللبناني بالأسلحة المطلوبة لمواجهة القاعدة وداعش بما في ذلك صواريخ “هيلفير” التي يتم إطلاقها من الطائرات على أهداف أرضية، والتي تمتاز بدقتها العالية في إصابة الهدف، فضلا عن مدافع من نوع ” howitzers”.
وتابع الموقع:” السؤال الكبير: إلى متى يمكن للجيش اللبناني الاستمرار في تجاهل “الزحف” البطيء والمتواصل، لقوات القاعدة والنصرة إلى داخل لبنان؟”. وأشار إلى أنه في هذه المرحلة فإن قوات المعارضة التي تدخل لبنان، هي القوات التي انسحبت تحت ضغط الجيش السوري وحزب الله، بعد إبعادها من جبال القلمون ومناطق شرق لبنان الحدودية التي تدور على أرضها المعارك.
لكن رغم إعلان الجيش السوري وحزب الله نجاحهما خلال الأيام الماضية في احتلال عدد من التلال الاستراتيجية بجبال القلمون من يد قوات المعارضة المسلحة، يتضح لحزب الله ونظام الأسد أنه في الوضع الحالي من الحرب في سوريا ولبنان، من المستحيل تحقيق حسم واضح في هذه المنطقة.
كذلك حتى لو حقق حزب الله وجيش الأسد إنجازات من هذا النوع، فسوف تعود دائما قوات المعارضة للمنطقة، لاسيما من شمال سوريا، حيث تفتح كل مرة جبهات جديدة في جبل القلمون.
ويدرك عناصر جيش الفتح أن باستطاعتهم الدخول دون مقاومة للأراضي اللبنانية، وذلك لتطويق القوات السورية والتابعة لحزب الله، المرابطة بجبال القلمون، وفي نفس الوقت تهديد القواعد الرئيسية لحزب الله في شرق سهل البقاع.
وختم تقرير “ديبكا” بالقول:” الثمن الذي يدفعه حزب الله لقاء مشاركته في تلك المعارك يزداد فداحة، حيث تقول مصادرنا، أن الأيام الماضية فقط شهدت سقوط 250 قتيلا من الحزب في المعارك، بينهم 9 من كبار القادة بدرجات متفاوتة. ووفقا للتقديرات العسكرية والاستخبارية، فإنه كلما حاولت الولايات المتحدة والجيش اللبناني منع انزلاق الحرب السورية إلى داخل منطقة البقاع اللبنانية، فإنهم لن يستطيعوا منع تلك التطورات”.