تصدى الإعلامي السعودي داود الشريان لتصريحات نائب رئيس الشرطة في دبي ضاحي خلفان في مقال استنكر فيه أن يكون الأخير يمثل نفسه ومستقلا بآرائه معتبرا أنه يطلق بالونات اختبار ويمرر بعض الآراء غير المعلنة لدولته.. وهذا نص المقال
أشعل القائد العام السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان موقع «تويتر» خلال الأيام القليلة الماضية، عبر تغريدات فُهِم منها أنه يشكِّك بجدوى الحرب في اليمن. وهو نشر مجموعة من التغريدات تقول: «تستطيع دول التحالف بما لديها من آلة عسكرية جبّارة أن تحتل عدن، ثقوا تماماً، ولكن كم سيبقون؟ سنة، سنتين، ثلاثاً؟ في النهاية سينسحبون». وأضاف: «اميركا ظلت أكثر من عشر سنوات في وجود بري بأفغانستان، خرجت ولم تحل المشكلة، وكذلك في العراق». وزاد: «لو كنت أنا الذي أدير الحرب، أكسب صالح وأقلّم أظافر الحوثي وأتركه في مهب الريح، وأُنهي الحرب في عشرة أيام»… «الحروب لها آثار سيئة»، «التحالف أنجز إنجازات رائعة، ثم أعلن وقف الحرب وقلنا صح. بقي الحذر من أن يجرّ الأمر إلى أوسع من ذلك». وخَتَمَ قائلاً: «صوملة اليمن غلط، الحرب كما تريد حزماً وعزماً تريد حسماً وتريد عقلاء يملكون أدوات الحسم، ليس من طرف واحد ولكن من كل الأطراف، وإلا فإنها نار الحرب». وأضاف: «الدخول في حروب مع دول فاشلة يقود إلى فشل، ولنا عبرة مع حروب أميركا في أفغانستان والعراق وسورية وغيرها»… «تجاهل علي عبدالله صالح ومن معه واقعاً يمنياً معروفاً عند الغالبية العظمى من اليمنيين… قال الإرياني ذات يوم: إذا المملكة لم توقّع حدودها مع علي عبدالله صالح فلن توقّعها بعد ذلك، قيل: لماذا؟ فقال: لأن اليمن بعد علي عبدالله سيكون فوضى».
هذه التغريدات تعامَلَ معها مغرّدون على «تويتر» باعتبارها تمثّل رأي دولة الإمارات على نحو ما، أو أنها تسريبات لحوار مشابه يجري في الأروقة السياسية الإماراتية. لكن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد سارع الى تلافي المشكلة وتصحيح الصورة، وهو غرّد مخاطباً ضاحي خلفان: «لتكن ثقتك في قيادتك التي تشارك القيادة السعودية حزمها وأملها، وترفض وضع يدها بيد صالح الذي استرخص أرواح اليمنيين وغدر بجيرانه».
وعقّب ضاحي خلفان على تغريدة وزير الخارجية قائلاً: «جميل أن المشكّكين في موقف الإمارات الرسمي عرفوا الموقف الرسمي للدّولة الذي عبّر عنه وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد». وأضاف في تغريدة أخرى: «يبقى رأيي الشخصي في تقصير أمد الحرب وجهة نظر شخصية». وقال ساخراً: «اعتباراً من الآن أُعلن هدنة صمت تُنهي مستقبل علي صالح».
تشديد خلفان على أن تغريداته «رأي شخصي» لم يجد قبولاً لدى المغرّدين، لسبب بسيط هو أن ضاحي ليس صحافياً مستقلاً، فضلاً عن أن رجال الأمن في البلاد العربية لا يتحدثون بهذه الطريقة، ويظلون يعبّرون عن رأي الأنظمة ومواقفها حتى بعد ترك مواقعهم.
لا شك في أن دول الخليج يتحسّس بعضها من بعض بسبب مقال في جريدة، فكيف إذا جاء رأي «شخصي» من مسؤول أمني سابق له مهمات استشارية بمستوى ضاحي خلفان؟ الأكيد أن كل دول العالم تمارس لعبة بالون الاختبار، وتمرّر بعض آرائها غير المعلنة عبر صحف وصحافيين مستقلين، لكن ضاحي خلفان ليس مستقلاً، ولا يصلح لهذه المهمة، واستمرار لعبه هذا الدور خطأ مهني.