لايزال اعتقال المدون والناشط العماني “معاوية الرواحي” مثيرا للجدل، على الرغم من مرور نحو 3 أشهر على قيام السلطات الإماراتية باعتقاله.
ووفق موقع (شؤون خليجية) بدأ كتاب ومغردون وناشطون خليجيون حملة جديدة لمطالبة السلطات في أبوظبي بالكشف عن مكان احتجازه غير المعروف منذ اعتقاله على الحدود بين البلدين نهاية شهر فبراير الماضي أثناء رحلة سياحية مع أصدقائه، مما يعتبره حقوقيون إخفاء قسريا ويمنع من تواصل المحامين ولجان حقوق الإنسان معه، كما يفتح مجالات للحديث حول مدى ما يتعرض له من انتهاكات بدنية ونفسية، وتطالب تلك الحملات السلطات في أبوظبي بإطلاق سراح الرواحي أو الإعلان عن مكان احتجازه أو تقديمه للمحاكمة إذا كانت هناك تهم واضحة ضده.
كما سبق وأن تم تدشين هاشتاق على موقع «تويتر» بعنوان “#الحرية_لمعاوية_الرواحي” غرد حوله مئات النشطاء.
وكانت سلطات أبوظبي قد التزمت الصمت إزاء اعتقال الرواحي مثل حالات أخرى، لكن مغردين على “تويتر” معروفين بارتباطهم بأجهزة الأمن الإماراتية أعلنوا صراحة أن الرواحي معتقل لديهم، بل افتخر بعضهم بذلك قائلين: “إن العُماني الذي يسب الإمارات يوميا -حسب زعمهم – وقع في أيديهم “.
ويأتي ذلك فيما كشفت مصادر خليجية مطلعة أن الرواحي معتقل على ذمة قضايا تتعلق بإهانة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد عبر موقع “تويتر”، وذلك في سجن “الوثبة” الذي يعد أحد السجون سيئة السمعة بأبوظبي، والمخصص للمعتقلين السياسيين، لكن السلطات هناك لم تقدمه رسميا حتى الآن إلى القضاء في أية قضايا وأنه تعرض لعمليات تعذيب وحشية مما أثر بشكل كبير على صحته.
وأكدت المصادر أن السلطات العمانية تبذل جهودا كبيرة لإطلاق سراح الرواحي بعيدا عن الضجيج الإعلامي، وذلك حفاظا عليه ولتسهيل عملية إطلاقه دون افتعال أزمة قد تنعكس على وضعه القانوني.
وكانت الكاتبة العمانية فاطمة الشيدي قد كتبت مؤخرا مقالا بصحيفة عربية طالبت فيه بتحرك المؤسسات الحقوقية العربية للكشف عن مكان احتجاز الرواحي، وقالت: “أكتب هذا المقال، والسؤال الذي يكبر في حناجر أصدقاء الكاتب من مثقفين وكتاب وفنانين ومواطنين عمانيين: «أين معاوية الرواحي؟» بعد أن تم احتجازه على الحدود العمانية الإماراتية، بسبب تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أصدر كُتاب وأدباء وإعلاميون في سلطنة عمان الشهر الماضي، بيان طالبوا فيه جميع الجهات ببذل مزيد من الجهد والتدخل للإفراج عن الكاتب معاوية الرواحي، وضمان سلامته وحريته.
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بسلطنة عمان قد أكدت أن الرواحي تم القبض عليه من قبل السلطات الإماراتية، وذلك بتهمة الإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وحكامها وشعبها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب بيان للجنة.
وأفاد البيان الذي نشرته اللجنة على موقعها الرسمي، بأنها رصدت موضوع معاوية الرواحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمتضمن القبض عليه من قبل السلطات الأمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك أثناء زيارته لها.
وجاء في البيان: خاطبت اللجنة وزارة الخارجية للتحقق من صحة ما تم نشره لكونها الجهة المختصة بتمثيل السلطنة خارجيا.
كما قامت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بسلطنة عمان بالاتصال ومخاطبة جمعية الإمارات لحقوق الإنسان ولكنها لم تجب ولم ترسل أي رد حتى الآن.
وفي يوم 11 يوليو الماضي، ندد معاوية الرواحي في مدونته «بؤبؤ واسع» بالممارسات القمعية لأجهزة الأمن العمانية، لتعتقله السلطات في اليوم التالي على خلفية المقال الذي كتبه بعنوان «أحمد البحري، كبش فداء الإضراب»، حيث انتقد التصعيد الذي تشنه السلطات العمانية ضد النشطاء والمدونين في البلاد، إلا أنه أطلق سراحه بعدها.