في تصريحات تنقصها الدبلوماسية أثارت انتباه المراقبين، وصف الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله الذي يعتقد أنه أحد المستشارين السياسيين لولي عهد أبوظبي، عدم حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قمة “كامب ديفيد” الخليجية الأمريكية بأنه “نقص في الاحترام لأوباما”.
وقال عبدالله في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ” أ.ف.ب” في سياق تقرير موسع عن دلالات عدم حضور الملك سلمان للقمة – وكأنه تحريض على السعودية وانتقاد مبطن لعدم حضور الملك – ان ذلك “عدم تقدير وعدم اتفاق ونقص في الاحترام لشخص الرئيس باراك اوباما”.
ورأى عبدالله ان “الخلاف يبدو عميقا” حول ايران التي يعتبرها جيرانها في الخليج “مصدرا لعدم استقرار متزايد” في المنطقة.
وكانت الامارات قد أعلنت من قبل عدم تحمسها للقمة في أعقاب زيارة سابقة قام بها ولي عهد ابوظبي لواشنطن يعتقد أنه رتب خلالها أمورا معينة مع الإدارة الأمريكية.
من جانبه، قال المحلل السعودي مدير قناة “العرب” جمال خاشقجي انه يجهل الاسباب الحقيقية خلف غياب الملك سلمان عن القمة.
الا انه رأى ان ايفاد الاميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان “يعني ان السعودية ترغب بالاستمرار بالعمل” مع واشنطن التي “تعرف جيدا محمد بن نايف” على حد قوله.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال ان الملك سلمان سيغيب عن قمة كامب ديفيد “بسبب تاريخ القمة” الذي يتزامن مع بدء سريان الهدنة الانسانية في اليمن مساء الثلاثاء، مع افتتاح مركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية في اليمن حيث تقود السعودية حملة ضد المتمردين الحوثيين.
من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس انه لا يعتقد بان غياب الملك سلمان هو رسالة عدم رضى مشيرا الى ان الملك “مشغول كثيرا”.
واضاف “هذه ليست صفعة كما اعتقد” مشيرا الى اسباب صحية قد تكون ادت الى اتخاذ الملك قرارا بعدم السفر الى واشنطن.
لكن مصدرا خليجيا مسؤولا قال لوكالة فرانس برس ان “دول الخليج تحمل معها الى كامب ديفيد خصوصا مخاوفها المبررة من التدخل والتوسع الايراني” مضيفا “اننا نلمس ذلك في عدة دول والان في اليمن”.
وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان “غالبية دول الخليج تخشى من ان يؤدي الاتفاق النووي مع ايران الى مزيد من التدخل الايراني”.
وشدد المصدر على انه يتعين “على الولايات المتحدة، ونظرا الى العلاقة التاريخية مع دول الخليج، ان تقوم بكل ما يمكن لاجبار ايران على احترام جيرانها”.
وكان اوباما دعا قادة الخليج الى البيت الابيض الاربعاء ثم الى قمة في كامب ديفيد في اليوم التالي، بهدف اعادة بناء الثقة التي تضررت بقوة بسبب التباينات الاخيرة حول ايران، وحول عدد من الملفات الساخنة في الشرق الاوسط لاسيما سوريا.
لكن في كل الاحوال، ازداد الحذر الخليجي ازاء واشنطن كثيرا في الفترة الاخيرة
وقال المحلل اسعد شملان من معهد الرياض للدراسات الدبلوماسية في الرياض ان السعودية تركز مع شركائها الخليجيين على ضرورة “الاتفاق على تفاهم مشترك حول شكل العلاقات المستقبلية حول امن الخليج
وقبل المسألة الايرانية، تضررت العلاقات الخليجية الاميركية بسبب عدم قدرة الرئيس اوباما على الضغط على اسرائيل للتوصل الى حل في الشرق الاوسط، وبسبب تداعيات الربيع العربي.
وقبل القمة، حاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري تهدئة مخاوف دول الخليج حول الاتفاق النووي مع ايران.
وقال كيري ان بلاده ستعرض على دول الخليج اتفاقا امنيا جديدا.
وأضاف كيري بعد لقاء مع نظرائه الخليجيين في باريس الجمعة “اليوم وفي كامب ديفيد، نحن نبلور سلسلة من الالتزامات الجديدة التي ستخلق عهدا امنيا جديدا بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي”.
والكويت وقطر ستمثلان وحدهما على مستوى رأس الدولة.