لا تظهر الإعلانات على صفحاتكم على مواقع التواصل بالصدفة. كُلّ تلك الإعلانات مبنيّة على معلوماتٍ عن حياتكم الشخصيّة، بناءً على معلومات عن الجندر، الصفحات التي تتابعونها، الأشخاص الذين تُتابعونهم، وحتى هواياتكم ونوع العمل والدخل.
كُلّ هذا، ليس مُخالفاً للقانون، فالمستخدمون يضغطون زرّ “موافق على شروط الاستخدام”، من دون قراءة المعايير المكتوبة، ما يجعل عمل هذه المواقع قانونياً.
على سبيل المثال، يعرف موقع “تويتر” عن مستخدميه أكثر ما يُمكن أن يتوقّعوا هم. فقد يعرف الموقع إن كنتُم تأكلون الشوفان، أم حبوب القمح، ويعرف أيضاً إن كان مستخدموه يتوقّعون مولوداً في عائلتهم… أو حتى أي نوعٍ من المشروبات الكحوليّة يُفضّلون…
ليس ذلك فقط، فالموقع لديه إحصائيات لمستخدميه: عدد متابعي كرة القدم، عدد المهتمين بالطعام والطبخ، ما هي الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمونها، عدد المهتمين بالأجهزة الإلكترونية والسيارات… كُلّ ذلك موجود لدى الموقع بالأرقام.
من أين أتى “تويتر” بهذه المعلومات؟ من شركات إحصاء، وشركات بطاقات الدفع وغيرها، ثمّ يجمعونها في لائحة بيانات، ويربطونها برقم هاتفكم.
جاء هذا في معرض حديث ميكو هيبونين، وهو أحد أبرز المتخصّصين في الأمن الإلكتروني حول العالم، ويرأس الأبحاث في F-Secure، خلال مؤتمر re:publica في ألمانيا.
وأوضح أنّ “غوغل” تصرف أكثر من 2 مليار دولار، أربع مرّات سنوياً، على جمع المعلومات عن المستخدمين، لافتاً إلى أنّ “فيسبوك” بشرائه تطبيق “واتساب”، لم يشتر فقط تطبيق التراسل الفوري الأكثر استخداماً في العالم، بل اشترى مليارات أرقام هواتف لمستخدميه حول العالم، ما يُسهّل له عمليّة جمع المعلومات.
كُلّ ذلك يأتي بهدف الإعلانات بشكل رئيسي… لكنّه يخلق مخاوف حول الخصوصيّة والأمن الإلكتروني.. الأمر الذي يعتبره هيبونين أنّه من الصعب إيجاد حلّ له قريباً، خصوصاً أنّ الدول والحكومات التي تشنّ هجمات إلكترونيّة حول العالم هي الصين، روسيا، كوريا الشمالية، إيران، والولايات المتحدة الأميركية. الأخيرة، التي بدورها هي أكبر مُصنّع للبرمجيّات الإلكترونيّة المُعتلقة بالخصوصيّة والأمن.
(العربي الجديد)