قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن حزب الله اللبناني يتكبد خسائر “فادحة” في منطقة جبال القلمون السورية، مشيرةً إلى أن حسن نصر الله، زعيم الحزب، تجنب إعلان بدء المعركة الكبرى هناك بشكل رسمي، في تصريحاته التي أدلى بها الثلاثاء الماضي، بسبب الضربات الموجعة التي مني بها حزبه.
وأشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى خسارة الحزب عدد من قادته، بينهم قائد الحزب في القلمون، علي خليل عليان، إضافةً إلى توفيق النجار، وحسن عدنان العاصي، وحسين لويس، لافتةً إلى أنه منذ انطلاق المعارك، الاثنين الماضي، خسر الحزب نحو 40 عنصراً، وفقاً لما أكده “جيش الفتح”.
وتدور معارك طاحنة في سلسلة جبال القلمون السورية بين حزب الله والجيش السوري من جهة، و”جيش الفتح” الذي يضم عدداً من فصائل المعارضة المسلحة، أبرزها جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) وحركة أحرار الشام الإسلامية، فيما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن معارك القلمون تدور بشكل مختلف، بعد أن أرسل “تحالف قوي يضم الوﻻيات المتحدة والسعودية وتركيا وقطر والإمارات فجأة أسلحة ثقيلة للمتمردين”.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن عدد مقاتلي حزب الله بجبال القلمون، التي تعتبر بوابة الدخول إلى لبنان، يصل إلى أربعة آلاف عنصر، إلى جانب قوات جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وضباط ومستشارين من إيران.
وخطط الحزب الشيعي، والحديث للصحيفة، لبدء المعركة في الوقت الذي يناسبه، لكن توقفت تلك الاستعدادات بعد أن شن “جيش الفتح” الاثنين الماضي هجوماً كاسحاً قتل خلاله العشرات من مقاتلي حزب الله، الذي حاول إعلامه استيعاب الصدمة، والزعم أن المقاتلين الشيعة نجحوا في امتصاص الهجوم.
وداخل لبنان نفسها، يواجه الحزب انتقادات لاذعة، حيث أعلن سعد الحريري، المعارض بشدة لحسن نصر الله، أن ممارسات حزب الله تشكل تهديداً على أمن لبنان كله، وحدود البلاد.
وبعيداً عن انتقادات قدامى الخصوم السياسيين، يواجه حزب الله ظاهرة جديدة نسبياً، تمثلت في تزايد المعارضة من البيت الشيعي، حيث تنظر العديد من العائلات اللبنانية الشيعية لما يحدث في سوريا على أنه حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومن ثم فإنَّ إرسال أولادهم للقتال هناك هو بمثابة تضحية بهم دون مبررات مقنعة.
وأثار وصول 20 تابوتاً إلى لبنان لجثث جنود شيعة سقطوا في معارك مع المعارضة السورية، أثار غضباً عارماً بين الطائفة الشيعية، وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإنَّ هذا الغضب تحول إلى مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر من حزب الله وعدد من العائلات التي فقدت أبناءها في سوريا.
وتشير “معاريف” إلى أن موجة الغضب هذه ليس مردها فقط المشاركة في معارك سوريا، بل أيضاً تورُّط الحزب في المعارك التي يخوضها الشيعة في العراق واليمن، فبحسب المعلومات يشارك عناصر الحزب في كل هذه الحروب، بناءً على تعليمات إيران، وهو ما دفع حسن نصر الله لتأكيد، خلال كلمة له قبل أيام، أنَّ محور “إيران- سوريا- حزب الله” مازال مستقراً.