بعد انقلاب الإعلام المصري على السعودية في الفترة الأخيرة، وشن عدد كبير من الإعلاميين الموالين لقائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي هجومًا حادًا على المملكة التي تعد أهم داعم للنظام المصري منذ اللحظة الأولى لانقلاب 3 يوليو.
هاجم كتاب ومفكرون سعودوون بدورهم الإعلام والنظام المصري وتصاعدت حدة الخلافات بين القاهرة والرياض، الأمر الذي جعل السفير السعودي بمصر أحمد القطان يقدم احتجاجًا رسميا على الإعلام المصري وتطاوله على المملكة وقيادتها لعملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين “الشيعة المسلحة” في اليمن .
بدوره هاجم الداعية السعودي محسن العواجي للمرة الثانية بعض وسائل الإعلام المصري واعتبر أنها مارست وتمارس نوعًا من التدليس والكذب، خلال “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن.
وقال العواجي، في حوار له على قناة الجزيرة الفضائية، معلقًا على ذلك: “لسنا في عهد محمد حسنين هيكل ولا الإعلامي أحمد السعيد، فنحن قوم الأفعال لا الأقوال، مشيرًا إلى “إننا لسنا مثل الأبواق الإعلامية التي تنتظر الرز الإيراني إذا انقطع عنها الرز الخليجي”، في إشارة منه إلى الإعلام المصري، مؤكدًا أن السعودية لن تنسى بعد انتهاء “عملية الحزم” من خذلها ومن تلفظ بألفاظ غير مناسبة خلال العملية.
وقد سبق أن وصف العواجي، من يهاجمون السياسة السعودية مؤخرًا في الإعلام المصري بأنهم “هواتف عملة”، قائلًا: ” الجوقة المصرية التي تهاجمنا اليوم في الإعلام المصري هم هواتف عملة، انقطع عنهم (الرز) فبدؤوا بالصراخ”.
وعبر الداعية السعودي خلال حلقته في برنامج “حراك” على فضائية ” فور شباب ” ، عن استيائه من هجوم الدول التي تدعمها دائمًا السعودية وتقف إلي جوارها قائلاً: ” أي حليف لقيناه ممن أحسنا لهم؟! .. لبنان ترسل الرصاص للضاحية الجنوبية، ونحن نرسل الدولارات للموارنة والشيعة والسنة ويكون جزاؤنا هذا الهجوم”، متابعًا: “أقول لكل تلك الدول التي ساندناها وتنكرت لنا: إن قصرتم عن وفاء الرجال، فلا أقل من وفاء الكلاب لمن يطعمهم” .
وشن العواجي هجوماً شرساً على الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، قائلاً : ” هيكل قال للملك سعود: سنصل إليك عند أستار الكعبة، وهذا المخرف جُنّ جنونه بسبب عاصفة الحزم، كما وصفه بأنه صنم مُزين لكل طاغية، وأسأله ومن يعبده من المثقفين الناصريين عن الأحواز في إيران، وأين هم عن تدنيس إيران لمعقل العروبة في اليمن؟”.
كما سبق وأن طالب الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، بلاده بالتدخل لوقف تجاوزات الإعلام المصري ضد المملكة، خاصة تجاوزات الإعلامي إبراهيم عيسى ضد السعودية وضد الأمير سعود الفيصل.
وأضاف خاشقجي؛ المقرب من العائلة المالكة في السعودية عبر حسابه بـ”تويتر” ردا على تصريحات عيسى، “لو كان الإعلام المصري حرا لما قلت ذلك، ولكنه إعلام النظام”.
والملاحظ أن الجنرال السيسي وإعلامه ” يلعبون على كل الحبال ” – بحسب مراقبين – ، حيث يتواجد السيسي في كل الأزمات ليضمن حلفاء فهو يشارك في عاصفة الحزم والحرب في اليمن مع السعودية وفي نفس الوقت يقوي علاقته بروسيا- التي يزورها الآن للمرة الثالثة منذ الانقلاب، ويحافظ على علاقاته بإيران رغم أن ذلك ضد مصالح حليفه الأكبر “السعودية”، وهو ما جعل محللون يؤكدون أن دول الخليج تحاول أن تتخلص من السيسي بسبب تكلفته العالية وخيانته وعدم توفيقه في أداء مهمته .