الوعود الانتخابية للسيسي لمكافحة الإرهاب في سيناء ما زالت بعيدة عن التحقق..
هكذا بدأت صحيفة “هآرتس”تقريرا لها، مضيفة أنه على الأقل هناك 9تنظيمات تنتمي لداعش تعمل في شبه الجزيرة ومصر ومستمرة في حصد الضحايا، وبعد مرور ما يقارب العام على تولي السيسي الرئاسة في مصر، لا يشهد الجدال الدموي بين المسلحين والجيش المصري أي علامات هدوء.
وقالت”يمتد عمل أنصار بيت المقدس بين العريش في الشمال وشرم الشيخ في الجنوب، ومن حدود غزة شرقا وحتى قناة السويس غربا”
وأوضحت أن هناك “على الأقل 9تنظيمات إرهابية تعمل في مصر ومناطق سيناء، غالبيتها تشكلت بعد ثورة يناير 2011، ويتبعون الآن تكتيكا جديدا ضد الجيش المصري، الذي يدير حربا من عامين ضدهم، ويسيطر نشطاء هذه التنظيمات على محاور المرور التي تؤدي إلى معسكرات الجيش بشبه الجزيرة المصرية، ويقومون بإيقاف شاحنات الغذاء وصهاريج الماء، ويهددون السائقين من الاستمرار والعمل لصالح الجيش”.
وذكرتا أن السلطات المصرية تتهم بيت المقدس بالمسؤولية عن العمليات الإرهابية، وعلى رأس هذا التنظيم يقف شادي المنيعي، ابن أحد القبائل البدوية في شمال سيناء، ويردد زعماء القبائل أنه هرب إلى قطاع غزة، وسواء هرب للقطاع أو أنه موجود في إحدى الأماكن الخفية الكثيرة في سيناء، فإن جنود المنيعي لا يرتاحون؛ وهذا الأسبوع هاجموا قاعدة عسكرية في الشمال، وقبلها قتل جنود مصريين 3فلسطينيين حاولوا التسلل عبر أحد الأنفاق من غزة لسيناء واتهموا بمحاولة ارتكاب عمليات تخريبية.
وأشارت إلى أن “هذا الجدال العنيف والدموي بين الجانبين لا يشهد لحظة هدوء؛ فالجيش المصري يتمتع بمطلق الحرية في عملياته بسيناء، ويدير حربا في ظروف غير متكافئة، وتحت يديه مروحيات عسكرية والتي يستخدمها بعد مواقفة تل أبيب على إدخالها لسيناء، كما أن الجيش المصري يمكنه استخدام عربات مدرعة، في الوقت الذي يعتبر فيه عدد الجنود المصريين العاملين في المنطقة أكبر جدا مما تم الاتفاق عليه في اتفاقيات كامب ديفيد”.
وأضافت”بالرغم من ذلك، تعرف التنظيمات الإرهابية الأرض جيدا، والطوبوغرافيا القاسية تعمل لصالحهم، ولديهم دعم يقدمه جزء من القبائل البدوية”. وختمت قائلة “شبه جزيرة سيناء ليست الجبهة الوحيدة التي يواجه فيها السيسي الإرهاب، القاهرة هي مركز يومي لهجمات التنظيمات التخريبية، وكذلك الأسكندرية ومدن أخرى، في الوقت الذي يتم فيه توجيه أصابع الاتهام للإخوان المسلمين والذراع العسكري لحركة حماس، إلا أن هذه الاتهامات مثار خلاف، لأنه وإلى الآن ما زال هناك شكوك وعدم يقين حول وجود تعاون فعال بين الإخوان وبين التنظيمات التابعة لداعش أو القاعدة”.
وقالت”على الحدود الغربية مع ليبيا تدور معركة مكثفة ضد تسلل الأرهابيين وأنصار داعش إلى داخل مصر ومنها، هذا الشهر ينوي السيسي لقاء قبائل البدو الذي يسكنون على جانبي الحدود لإقناعهم بالتعاون مع حكومة مصر وليبيا في الحرب ضد داعش، لكن مثلما هو الحال في سيناء، فإن التعاون بين البدو والتنظيمات المتطرفة هو أمر اقتصادي مدر للأرباح ومن المشكوك فيه أن يتنازل البدو بغرب البلاد عنه”.