أكدت باحثة إسرائيلية مرموقة أن قطر هى من تقود الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل أكاديميا وأنها الدولة العربية الأكثر إنفاقا وتحركا في هذا الاتجاه وأنها حققت نجاحا كبيرا في عزل اسرائيل التي تعجز عن مواجهتها وفق ما جاء في موقع (بوابة القاهرة) .
وقالت اوفيرا سيليكتور، الباحثة الإسرائيلية في شؤون الاستخبارات، في مقابلة نشرها موقع “القناة السابعة” الإسرائيلية تحت عنوان “الأكاديمية في خدمة المقاطعة ضد إسرائيل” بأن “قطر تحديداً هي الدولة العربية صاحبة التدخل الأكبر لدعم المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل وقلنا ذلك مراراً وتكراراً”.
وأضافت سيليكتور، وهي محاضِرة بارزة في جامعة أمريكية ، في مقابلة معها نشرها الموقع “على عكس الدول الخليجية الأخرى، فإن قطر بالذات وضعت نُصب عينيها أن تكون الدولة الأكثر تأثيراً على قولبة المقاطعة في نموذج وليس على المقاطعة نفسها كفكرة، ولهذا الغرض فهي تقوم بتحويل الكثير من الأموال”.
وبحسب سيليكتور، فإن أبرز مثال على الطريقة غير المباشرة التي مكّنت قطر من أن يكون لها قول فصل في منشورات المؤسسات التعليمية ما نُشر في مجلة علمية تم الادعاء فيها بأن إسرائيل ضالعة في جرائم حرب. وهذا النشر جذب انتباها دولياً كبيراً لدرجة أن إسرائيل الرسمية وجهت دعوة لرئيس تحرير المجلة لزيارة إسرائيل من أجل إثبات كذب ما نُشر.
وتقول الباحثة الإسرائيلية “بعد ذلك، تعقبنا الأمر واكتشفنا بأنه رغم الأكاذيب المنشورة في المجلة، لم يكن بالإمكان إقالة ناشر المجلة لأن التحكم الاقتصادي لهذه المجلة في يد قطر”.
وأضافت “على ضوء الهيكلية المتشعبة لآلية نقل الأموال القطرية، فإنه لا توجد قدرة حقيقية لنا كإسرائيليين في ان نفعل شيئا حيال الأمر، خاصة في ظل الاستقلالية الأكاديمية لهذه المؤسسات التعليمية، بما في ذلك البيت الأبيض، لكن هذا لا يعني الاستسلام للأمر”.
وأشارت الباحثة الإسرائيلية إلى “عدم قدرة إسرائيل على خلق مراكز أكاديمية مضادة للمقاطعة تضم أكاديميين قادرين على إثبات العكس، واكبر المشاكل التي تواجهنا في هذا الصدد هي وجود أكاديميين إسرائيليين يقودون المزاعم حول عنصرية إسرائيل ويدعون إلى مقاطعتها. وحدثت حالات تمت فيها دعوة أكاديميين إسرائيليين مؤيدين للمقاطعة لعرض آراءهم تلك في الخارج، بشكل يوافق مواقف منتقدي إسرائيل”.
وأشارت الباحثة إلى أنه “في إحدى الحالات اكتشفنا أن من قام بتمويل كتابات باحث إسرائيلي في احد المراكز الجامعية البارزة جدا كانت بالذات دولة عربية”.
وقالت “يتم ضخ مبالغ هائلة إلى المراكز الجامعية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي جامعات لها كلمتها المسموعة والمحترمة لمجرد كونها غنية، وبالتالي فإن اي استنتاجات تصدر عنها تصبح مرجعية أكاديمية معتبرة”.
واعترفت سيليكتور بأن “إسرائيل والولايات المتحدة، على حد سواء، لا تقومان بعملية تحليل صحيحة لخارطة المصالح الاقتصادية والأكاديمية حول موضوع المقاطعة، وبالتالي فهما لا تعرفان كيف تتعامل مع الموضوع”.
وعللت الباحثة ذلك بالقول “الأموال العربية لا تصل بالضرورة الى المجموعات الداعمة للمقاطعة، بل للمراكز البحثية والمجلات العلمية التي تنشر معظم المقالات التي تكرس نفسها لإثبات ان إسرائيل لا تستحق التطرق لها كدولة ديمقراطية بل كدولة شبيهة بجنوب افريقيا”.
وذكرت الباحثة الإسرائيلية “انها حاولت شخصيا إثبات كذب هذه الادعاءات ولكن ليس دائما هناك من يسمع او يفهم ذلك، لأن قوانين النشاط الأكاديمي لا تصب دائما في صالح سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن علوم الاجتماع لا تشمل على معطيات دقيقة وكل شخص يستطيع ان يكتب بأن إسرائيل هي دولة ابارتهايد، بل ووجدنا منهم إسرائيليين”.