“الحياة هي المعركة التي يجب أن تستمر”.. جملة أصبحت مرآة طريق للناشطة الحقوقية السعودية سمر بدوي التي تناضل من أجل حقوق المرأة وتسعى لفك القيود المضروبة عليها، لتتوج بجائزة أشجع نساء العالم.
صحيفة “لوموند” الفرنسية نشرت بروفايل عن بدوي، ذكرت فيه أن الناشطة السعودية فرضت نفسها كناطقة باسم المعارضين في المملكة الخليجية.
وقالت الصحيفة: في شوارع جدة، لوحات ضخمة في أول أبريل عليها صورة الملك سلمان تدعو المارة “للسمع والطاعة”، إضافة إلى لوحات تحمل أيضا صور الأمير مقرن، ومحمد بن نايف، وزير الداخلية، الذي أصبح وليا للعهد في 29 أبريل، ومحمد بن سلمان، الرجل الثاني في ترتيب الخلافة.
الجملة المستوحاة من الحديث المشهور، للنبي محمد، رسمت ابتسامة على شفاه سمر بدوي. لأن السمع الطاعة أبدا لا يكون أبدا بالقوة بالنسبة لهذه اﻷم البالغة من العمر 33 عاما.
فمنذ أول هروب لها، وعمرها13 عاما، من الأب الذي يضربها، إلى أن أصبحت امرأة شابة لم تتوقف سمر عن الدفاع عن حقوقها، تشير لوموند .
فهي أول ناشطة نسوية، تقاتل ضد حظر المرأة السعودية من قيادة السيارة، وتأدية الرياضة في المدرسة أو السفر إلى الخارج من دون موافقة أحد أقاربها الذكور، لتصبح سمر بدوي المتحدث باسم جميع المعارضين في البلاد.
.أخوها المعارض الليبرالي رائف بدوي، حكم عليه في مايو 2014 بالسجن 10 سنوات وألف جلدة لانتقاده السلطة الدينية على تويتر، وقد أدى جلد رائف في الميدان العام في يناير موجة من الشخط في الغرب.
زوجها المحامي وليد أبو الخير حكم عليه أيضا بالسجن 15 عاما في يوليو 2014 بسبب نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان، ووجهت له تهم بارتكابه جرائم عدة، من بينها “تأليب الرأي العام ضد الدولة وشعبها، والانتقاص من السلطات القضائية، وتأليب المنظمات الدولية ضد المملكة بنية تشويه سمعتها، وإنشاء جمعية غير مرخصة”.
ذاع صيت بدوي منذ رفعها دعوى قضائية ضد والدها عام 2010 حيث اتهمته بتعنيفها لمدة خمسة عشر عاما. لكن بدل معاقبة الأب تم الزج بسمر بدوي في السجن لبضعة أشهر بتهمة “العقوق”، ليطلق سراحها بعد حملة تضامن في السعودية وخارجها.
حظيت بدوي بتكريم واعتراف لدى العديد من المنظمات الحقوقية، كما حصلت على “جائزة أشجع نساء العالم” العالمية من قِبل وزارة الخارجية الأمريكية.
تقول بدوي عندما سُجن زوجي لأول مرة لم يكن قد مرّ على زواجنا وقت طويل. وبحلول وقت صدور الحكم أصبحت أُمّا. وفي المحكمة رأى وليد ابنته جودي للمرة الأولى. هناك الكثير من الناس ينظرون إليها بتعاطف، ولكني أنظر في وجهها بكل فخر. والدها يضحي بحياته لكي تنعم هي وغيرها من الأطفال بمستقبل أفضل تسوده الحرية والمساواة وحقوق الإنسان.
وتؤكد سمر أن أمثال زوجها وأخيها وغيرهم هم الوقود لها للاستمرار في طريق الدفاع عن حقوق الإنسان؛ مستعينة بكلمات زوجها “الحياة هي المعركة التي يجب أن تستمر”.