“تنظيم حزب الله اللبناني بات تحت الضغط بعد أن مني بخسائر فادحة في سوريا” .. بتلك الكلمات استهلت صحيفة (ألجيمينير) الأمريكية تقريرها عن المعارك الحالية لحزب الله في القلمون وخسائره الكبيرة والانتقادات الموجهة إليه داخليا لدوره الحرب السورية.
وتقول الصحيفة إن حزب الله خطط لبدء معركة القلمون جيدا لكنه تعرض بشكل مفاجئ لهجمات عنيفة من الجماعات المسلحة السنية، التي تقودها جبهة النصرة، ما أسفر عن سقوط العشرات من مقاتلي التنظيم قتلى.
وتتابع الصحيفة “ووفقا لأحدث التقارير من مسؤولين داخل سوريا، ففي الأيام الأخيرة فقد حزب الله أربع من كبار القادة الميدانيين بينهم قائد التنظيم في منطقة القلمون علي خليل عليان، الذي أعلنت وسائل إعلام مقتله أول أمس الثلاثاء”.
وقُتِل أمس الأربعاء 3 قادة آخرين لينضموا إلى قائمة خسائر التنظيم في سوريا وهم توفيق النجار وحسين عدنان العاصي وحسين لويس، لكن وسائل الإعلام التابعة لحزب نفت أن يكون التنظيم الشيعي قد أخِذ على غرة زاعمة أن حزب الله قادر على قلب مجريات الأمور بنجاح على جبهة النصرة وحلفاءها.
وبالإضافة للمصاعب التي يعانيها التنظيم في ساحة الحرب داخل سوريا، فإن الانتقادات الداخلية له تتزايد ويرجع ذلك في الأساس إلى الحملة المستمرة التي أطلقها سعد الحريري، أحد أشد المعارضين لزعيم التنظيم حسن نصر الله في البلاد، حيث زعم الأول أن ما يقوم به التنظيم يعرض أمن لبنان للخطر ويهدد حدودها.
يواجه التنظيم أيضا ظاهرة جديدة نسبيا وهي الانتقادات الحادة من قاعدته الشيعية، حيث ترى العديد من العائلات الشيعية الكبيرة في لبنان أن الحرب في سوريا لاناقة لهم فيها ولا جمل موجهين انتقاداتهم للتنظيم على إرسال أبناءهم لساحة الحرب هناك.
وترتفع نبرة الغضب بين العائلات اللبنانية الشيعية عندما يستقبلون ضحاياهم الذين يُقتلون في معارك التنظيم داخل سوريا، وتندلع مشادات بين العائلات وقادة حزب الله.
عداء الشيعة داخل لبنان أيضا يتجاوز ما يقوم به التنظيم داخل سوريا، فالتنظيم أيضا وجِهت إليه انتقادات لمشاركته في المعارك التي يشنها المسلحون الشيعة في العراق واليمن فضلا عن مواجهاته السياسية مع السعودية والقوى السنية الأخرى في المنطقة، والتي تسببت فيها مصالح التنظيم المشتركة مع إيران.
التقارير الأخيرة أشارت إلى أن التنظيم يحضر لمعركة “طاحنة” ضد جبهة النصرة والتنظيمات المسلحة السنية الأخرى من أجل السيطرة على جبال القلمون الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية – السورية، وقام التنظيم بتدريب ونشر 4 آلاف من قواته في المنطقة للقتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والمستشارين العسكريين الإيرانيين.