أشارت تقرير من داخل سوريا إلى أن حزب الله اللبناني لخوض معركة كبيرة في القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي بسوريا، وصاحب هذا زخم إعلامي تمهيداً للمعركة القادمة بالقلمون.
وتأتي هذه الحملة الدعائية عقب خسائره الفادحة في أراضي سوريا عامة، وفي القلمون خاصة.
وكشف “نور القلموني”، المتحدث الإعلامي باسم “تجمع واعتصموا بحبل الله”، أن معلومات وردت من مصادر خاصة وموثقة، مفادها أن حزب الله يسعى لفتح معارك مع المعارضة السورية المسلحة في القلمون لريف دمشق في هذه الفترة، يهدف من خلالها للسيطرة على جرود القلمون، من أجل نقل معدات عسكرية وصواريخ بالستية، والسكود من سوريا إلى أراضيه المحاذية لجرود القلمون الغربي، ولأن جرود القلمون هي الأقرب والمحاذية لقراه الشيعية ويسهل عليها المرور من جبال القلمون إلى الأراضي اللبنانية والمعارك باتت على الأبواب.
وأشار القلموني إلى أن حزب الله سيخوض هذه المعركة بمساندة مليشيات عراقية، إلى جانب قوات النظام، وقد دخل رتل من الفرقة الثالثة التابعة لجيش بشار الأسد إلى مدينة يبرود واتجه نحو جرود القلمون الغربي، حيث المعركة الجديدة التي خطط لها حزب الله اللبناني.
ويضيف عن المعركة التي تدور رحاها على أرض منطقة القلمون: لكن مقاتلي المعارضة لن يسمحوا لحزب الله اللبناني ومن يسانده بالتمدد في القلمون، وهم على دراية بتحركاتهم ومخططاتهم، ولهذا يتجمع الثوار في القلمون تحت مسمى “واعتصموا بحبل الله” ليكون بداية لتشكيل جيش الفتح، لتحرير القلمون وطرد قوات النظام ومن يساندها، على غرار الجيش الذي اتحد في إدلب، وخاض معارك شرسة ضد نظام بشار الأسد، وتمكن من تحقيق تقدم كبير فيها.
وأردف المصدر: “المعركة في جبال القلمون ستكون كبيرة ومهمة، وستكون الحاسمة والنهاية للمليشيات الشيعية على أرض القلمون، فالمجاهدون على استعداد تام لها، ويعدون العدة والعتاد، وسيتوحدون تحت راية واحدة وهدف واحد”.
وفي السياق نفسه، أفادت تقارير أن جبهة النصرة أقدمت خلال الأيام القليلة الماضية على تخريج دفعة جديدة من المقاتلين الجدد المنضمين إليها في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي.
واتفق قادة الفصائل العسكرية المنتشرة في جرود القلمون على التوحد تحت مسمى واحد هو “جيش الفتح” للتحضير لإطلاق معركة ضخمة لإعادة تحرير مدن وقرى القلمون من قوات الأسد والدفاع الوطني ومن يساندها من ميليشيا حزب الله اللبناني، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة عسكرية موحدة باسم جيش الفتح في القلمون، وتضم كلاً من تجمع “واعتصموا بحبل الله”، جبهة النصرة وأحرار الشام، إضافة إلى جيش القلمون.
ووفقا للتقارير، تم بالفعل تحديد القادة العسكريين ولجنة شرعية موحدة بالإضافة إلى إطلاق دورات تدريبية مشتركة لرفع جاهزية المقاتلين واستعدادهم للمعركة القادمة التي ستستخدم فيها المعارضة أسلحة نوعية مختلفة عن تلك التي استخدمتها في المعركة الماضية، خبرتها بعد عشرات العمليات التي قامت بها على مواقع حزب الله وقوات الأسد والدفاع الوطني وخلفت هذه المعارك العديد من القتلى وتم من خلالها تحرير عدة نقاط عسكرية منها نقاط كشفت طرق الإمداد للحزب إلى داخل الأراضي اللبنانية وهو ما أثار جنون حزب الله بحسب الناشط أحمد اليبرودي.
ويضيف أن النية مبيتة لدى الثوار لتحرير مدن وقرى القلمون، وجاءت انتصارات الشمال كدافع لتشكيل جيش الفتح، بل واستمرت العمليات ضد قوات حزب الله طيلة الفترة الماضية فسيطر الثوار على عدد من النقاط التي احتلتها قوات الأسد وميليشيا حزب الله كنقطة المش، التي فرض الثوار سيطرتهم عليها مؤخراً، وكشفوا طريق إمداد الحزب إلى داخل الأراضي اللبنانية وسط عجز كامل من الحزب وقوات الأسد عن استعادة أي نقطة على الرغم من استخدام سلاح الجو والبراميل المتفجرة.
واعتبر اليبرودي أن لا علاقة بين تشكيل جيش الفتح وحشود حزب الله على الحدود اللبنانية، والتي تهدف بالأساس إلى تأمين طريق إمداد بين القلمون والأراضي اللبنانية من خلال السيطرة على الجرود، وبالتالي تفادي الكثير من الكمائن والهجمات، كما أشار اليبرودي الى أن حزب الله أجبر نظام بشار الأسد على حشد قوات الدفاع الوطني ومن خلفها قوات جيش النظام وافتتاح عدد من مكاتب التجنيد للدفاع الوطني لإغراء الشباب بالمال من أجل الانضمام إلى صفوف قوات النظام.
ولفت اليبرودي إلى أن حزب الله نشر عدداً من راجمات الصواريخ، والمدافع على مشارف الحدود السورية، كما قام الجيش اللبناني بتعزيز قواته، واستدعى كافة عناصر المغاوير وسط تخوف لبناني من زج الجيش في المعركة عبر دفع الثوار باتجاه الحدود اللبنانية للاصطدام بالجيش الذي يؤمن الحدود، ونوه اليبرودي في ختام حديثه إلى عدم اشتراك تنظيم الدولة في التحالف الجديد بعد انحسار وجوده مؤخراً في الجرود، جراء انسحاب قسم كبير من قواته باتجاه ريف حمص الجنوبي.
* ثوار القلمون يصفعون نصرالله: مقتل 3 قادة ميدانيين وحالات فرار لحلفائه
وكشف موقع “أورينت نت” أن حزب الله بهزيمة مذلة في اليوم الأول من المعركة، حيث تلقى بعد ساعات قليلة نبأ مقتل قائد عملياته هناك (علي خليل عليان) الذي نشرت مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الحزب، نعياً له، مشيرة إلى أنه ينحدر من بلدة (قلاويه) في جنوب لبنان، وواصفة إياه فيه بقائد العملية العسكرية في (القلمون).
وما إن تم تعيين (توفيق النجار) خلفاً لـ
(عليان) حتى لقي هو الآخر مصرعه، حيث نعته مواقع حزب بالله. وعلمت “اورينت نت” من مصادر خاصة صباح اليوم (الأربعاء) أن الحصيلة الأولية لقتلى حزب الله في الجولة الأولى لمعركة القلمون منذ صباح أمس حتى تاريخ كتابة هذا التقرير بلغت 28 مقاتلا، إضافة إلى ثلاث قادة.
ونقر التقرير أن أحد العاملين في مرفأ بيروت قد أكد في وقت سابق وصول مئة سيارة رباعية الدفع مجهزة لاستعمالها في أعمال عسكرية من أجل معركة القلمون، عبر تجهيزها بمدافع صغيرة وقواعد للصواريخ، كما وصلت آليات لاستعمالها على الطرقات الجبلية، وقد تم نقلها دفعة واحدة إلى البقاع ومنه الى القلمون لاستعمالها في المرحلة المقبلة.
فيما أكدت مصادر خاصة، وفقت لتقرير الموقع، سحب حزب الله لأكثر من 3000 من مقاتليه المنتشرين في ريف دمشق والقصير بكامل عتادهم وحشدهم في مواقع القلمون والزبداني، وبذلك يصبح إجمالي مقاتلي حزب الله في معركة القلمون حوالي 10000 مقاتل بعد أن كان سحب حوالي 2000 عنصر من الضاحية وجنوب لبنان.
* المعركة ستعلن عن نفسها!
حسن نصرالله الذي قال قبل أشهر إن معركة الحسم في القلمون ستبدأ في الربيع بعد ذوبان الثلج، خرج في خطابه أمس بعد أن تلقي نبأ مقتل اثنين من قادته ليقول إنه: “لن يعلن عن موعد رسمي للمعركة، بل هي ستعلن عن نفسها”..
وتشير المعلومات الواردة إلى أن (حزب الله) الآن يحاول نقل جزء من المعارك في القلمون إلى الزبداني بريف دمشق، لتشتيت قوى الثوار المتمركزة في الجبال، حيث يعتبر حزب الله أن تحركه في الزبداني سيكون أسهل، وأنه يمتلك بعض المراكز الإستراتيجية المشرفة على المنطقة، ما قد يمكنه من إعلان نصر جزئي يخفي من خلاله هزيمته المذلة في اليوم الأول من معركة (الحسم) القلمونية، ودفعت بالحزب إلى الحديث عن جولات متفرقة، بدل “الهجوم الكاسح” الذي كانت تقول أبواقه أنه سيحسم مصير المنطقة والعالم.
* معركة القلمون: الارتباك الإيراني
فيما رأى محلل لبناني أن القلمون كانت معركة استكمال الانتصار لنظام الأسد، وهي تفقد اليوم أهميتها مقابل التهديد الذي يعانيه النظام في الساحل وفي الوسط.
وقال إن معركة القلمون، رغم أهميتها بالنسبة لحزب الله، إلا أنها أصبحت تفصيلا أمام الانكسار الذي يعانيه النظام، وإزاء الانهيار الذي أصاب الأخير في آلته العسكرية ضمن مناطق عدة.
وعن مسار المعركة الذي اتخذته المعارضة، قال إنها تعتمد “تقطيع المفاصل” وتشتيت قوة النظام العسكرية في أكثر من منطقة عبر فتح أكثر من جبهة معه، كما تعمل أيضا على قطع خطوط الإمداد والاتصال بين مناطق نفوذه. وهكذا يتحول الضغط على اللاذقية إلى محاولة حصار لن تصل إلى اقتحامها، بل ممارسة مزيد من الضغوط الميدانية على النظام.
ورأى التضعضع في الآلة العسكرية الأسدية وتقدم المعارضة الإستراتيجي في أكثر من منطقة، لم تقابله القيادة الإيرانية أو قيادة الحرس الثوري بمواقف تترجم ما قالته في السابق إن “أمن دمشق من أمن طهران”.
البرودة الإيرانية، وفقا لما كتبه، هي ما أقلق النظام السوري، ودفع ببعض القريبين منه إلى وضع نقاط استفهام حول ردّ الفعل البارد من قبل إيران حيال التطورات الميدانية في سورية.
وفي تفسير هذا، يبدو أن إيران لم تعد قادرة على تقديم الدعم بالضخامة الذي كانت تقدمه خلال السنوات الأربع الماضية. وإيفاد وزير الدفاع السوري على رأس وفد عسكري إلى طهران مع سقوط جسر الشغور بيد المعارضة إشارة إلى استنجاد النظام بطهران وسط صمت روسي أو حياد تسعى موسكو لاعتماده وتثبيته في سياستها السورية وبدعم وتشجيع من واشنطن.
لقد تحدث النظام السوري بصوت عال عن تدخل عسكري تركي في سورية بعد سقوط جسر الشغور، وفقا للكاتب، لكن لم يصدر موقف إيراني يستجيب لصرخات النظام السوري. لم تهدد إيران تركيا.
ورأى أن الإرباك الإيراني تجاه سورية ناتج عن اقتناع طهران أخيرا أن الزخم العسكري ما عاد يحقق النتيجة المرجوة من استمرار النظام وبقاء الأسد.
وختم مقاله بالقول: “الإحراج الإيراني يزداد على مشارف تحقيق طموحاتها في توقيع الاتفاق النووي. وفريق الأسد نحو مزيد من إحراج إيران. إذ لم تعد سورية بالنسبة لإيران كما كان حالها قبل الاتفاق النووي. تراجع حدّة اللهجة تجاه سورية يعكس بداية استعداد إيراني جدّي لعقد تسوية، تبدو واشنطن وروسيا متحمستان لها. لذلك فإيران لن تعتمد أي سلوك يستفز واشنطن في لحظة المواجهة مع محور “عاصفة الحزم””.
(العصر)