قالت صحيفة بريطانية: إن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تجمع تحالفًا من 12 دولة لمواجهة ميليشيات الحوثي في اليمن، لتصبح بذلك أول دولة عربية تجمع تحالفًا عربيًّا وقوة مؤثرة في المنطقة منذ عقود.
وأشارت صحيفة التلغراف، في تقرير لها الأربعاء، إلى أنه خلال الشهر الماضي استطاعت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف من 12 دولة، وشن حملة عسكرية واسعة النطاق، أطلق عليها “عاصفة الحزم”، لمواجهة تقدم عصابات الحوثي في اليمن، ودحر محاولة استيلائهم على البلاد.
وأوضحت الصحيفة، أن القيادة السعودية لا تملك خيارًا سوى التصرف بشكل حاسم، بعد استيلاء المليشيات الشيعية (الحوثية) المدعومة من إيران وحلفائها على جانب من شبه جزيرة العرب المتمثل في اليمن، والتي تعتبرها المملكة خطًّا أحمر، وانضمام ألوية الجيش الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلى جانب الحوثيين في انقلابهم على شرعية سلطة الرئيس عبد ربه هادي، ومحاولتهم الاستيلاء على المراكز الرئيسة الحضرية السنية مثل عدن وتعز.
وتطرقت الصحيفة، إلى أنه مع الكثير من التهديدات الجديدة في العالم العربي؛ من استيلاء تنظيم “داعش” على مناطق واسعة من سوريا والعراق، إلى محاولة إيران إقامة دولة موالية لها في اليمن، كان من الضروري أن تضع المملكة العربية السعودية سياسة دفاعية جديدة، لتأمين حدودها وتجهيز قواتها المسلحة في البلاد، مع مواصلة الحملات العسكرية في الوقت ذاته.
واعتبرت الصحيفة أن بدء عملية “عاصفة الحزم”، وكثافة وتواصل الغارات، تبيِّن حرص السعودية على الدفاع عن مصالحها. ولتسيير الأمور في اليمن، أمر الملك سلمان بنشر 100 طائرة مقاتلة متطورة “التايفون يوروفايتر، والتورنادو البريطانية”، بالإضافة إلى 150 ألف جندي من القوات البرية والبحرية، مما يؤهلها- بدون شك- إلى أن تصبح أقوى قوة عسكرية مشتركة عربية منذ عقود.
واختتمت الصحيفة، أنه لم يكن للمملكة العربية السعودية بديل آخر غير التدخل في الصراع اليمني من أجل إرسال تحذير لإيران، التي لديها تواصل مع الشيعة في اليمن بعدم التدخل في شؤون الدول العربية؛ لأن استمرار إيران على هذا المنوال في تدخلها في اليمن وسوريا والعراق يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية في اليمن، ويكون أكثر زعزعة للاستقرار وإثارة للحروب الطائفية التي من شأنها أن تؤدي إلى حرب إقليمية كبرى.