كشفت مصادر أمنية مصرية تفاصيل مهمة تذكر للمرة الأولى عن الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام محلية ضد الحكام الجدد للمملكة العربية السعودية، مؤكدة وقوف دولة الإمارات ضد هذا الهجوم، الذي وصل درجة غير معهودة خلال الأيام الفائتة.
وقالت المصادر إن الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، الذي يعمل مستشارا أمنيا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يتواجد حاليا في القاهرة لإدارة الهجوم ضد السعودية، والعمل على تفعيله من وراء ستار، بتنسيق سرّي مع جهاز المخابرات المصرية، وبمباركة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وأضافت أن دحلان التقى بالفعل مدير المخابرات المصرية، خالد فوزي، وكبار المسؤولين الأمنيين، بحضور رؤساء ومديري القنوات الفضائية المصرية الممولة إماراتيا، من أجل تركيز الهجوم على الرياض.
وقال أحد المصادر إن أبو ظبي تستخدم الإعلام المصري الذي تموله ضد الرياض، لقناعتها بأن الحكام الجدد للمملكة العربية يعملون خارج أجنداتها وحساباتها في المنطقة.
وأضاف لدى محمد بن زايد قلق من تقارب العلاقة بين السعودية وحركة حماس.
وقال مصدر آخر إن أبو ظبي أوفدت دحلان إلى القاهرة لأنه يعتبر همزة الوصل بين جماعة السيسي وأبناء زايد.
ويرتبط محمد دحلان بشبكة علاقات قوية مع عديد الإعلاميين المصريين وملاك الصحف والقنوات الفضائية الخاصة.
وكان السفير السعودي في مصر أحمد قطان قد أعلن قبل أيام عن غضب المملكة من تطاول بعض الإعلاميين المصريين عليها، وأنه قدم احتجاجا رسميا للرئاسة المصرية، وأن الأخيرة مهتمة بالأمر.
ولم يكتف السفير قطان -الذي كان يتحدث لإحدى القنوات الفضائية- بهذا، بل أكد أنه حصل بعد ثورة يناير -ما وصفه- بـ”انفلات إعلامي على كافة المستويات تعاني وتتضرر منه مصر كدولة”.
وفي رد على الصحفي المصري محمد حسنين هيكل -الذي قال إن السعودية كانت منحازة للرئيس المخلوع حسني مبارك- قال قطان لهيكل “انزع ما تكنه تجاه المملكة في صدرك، واتركنا نسير في طريقنا”.
والمعروف أن هيكل مقرب جدا من حكام الإمارات وتحديدا محمد بن زايد ومساعده الأمني محمد دحلان.
وكان الإعلامي السعودي المقرب من دوائر القرار في الرياض جمال خاشقجي، قد دخل في سجال حاد مع بعض الإعلاميين، ووصف الإعلام المصري بأنه “ليس حرا، ويجب على صاحب القرار أن يسكت الواد اللي عنده”.
وقال في تغريدة على تويتر تزامنت مع زيارة السيسي الأخيرة للرياض إن “بعض الناس ما ينفع معهم التلطف ولا الحكمة أو المنطق، لا يغير رأيهم غير التوجيهات”.
واللافت في زيارة السيسي أنها جاءت بعد الاحتجاج الرسمي السعودي، الذي تحول إلى وسم (هاشتاغ) “السعودية تحتج رسميا على إساءات إعلام السيسي”.
وجاء الهاشتاغ ردا على خبر رسمي مصري يعتبر عاصفة الحزم “عدوانا سعوديا على اليمن”.
وكان بعض الإعلام المصري الممول إماراتيا قد صوّب سهامه إلى السعودية منذ أن أعلنت عن إطلاق عملية “عاصفة الحزم”، حيث شكك بنتائجها وأسبابها.
كما سارع الإعلام المذكور إلى مهاجمة التقارب السعودي الجديد مع حركة حماس.
وذهب حد اتهام السعودية بأنها اتفقت مع الرئيس محمد مرسي على تأجير سيناء للإرهابيين.