في التاسع من نيسان/أبريل الماضي، كتب المغرد مجتهد، المجهول الهوية، تغريدة في موقع تويتر أعلن فيها أن محمد بن سلمان ابن الملك السعودي ينوي ترقية نفسه لمنصب ولي لولي العهد بعد إقصاء الأمير مقرن وتعيين محمد بن نايف وليا للعهد.
وقتها اتهمه الكثير من المغردين السعوديين بالكذب وتزييف الحقائق وقالوا إن أعداء المملكة هم من يستفيدون من تغريداته التي وصفوها بـ”المرضية”.
ولسوء حظ من انتقد مجتهد، فقد صدرت قرارات الملك سلمان فجر الأربعاء 28 نيسان/أبريل لتؤكد ما جاء في تغريدته، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على نشرها.
حساب مجتهد، الذي يتابعه 1.8 مليون شخص، كان موضوع كثير من علامات الاستفهام، وطرحت وسائل إعلام عالمية أسئلة كثيرة حول من يقف وراء هذا الحساب، وما هي الدوافع التي تكمن وراء تغريداته، وهل مجتهد شخصية من القصر الملكي السعودي على دراية بكل صغيرة وكبيرة تجري في أروقة البلاط أم أنه معارض سياسي.
من هو مجتهد؟
يختلف رواد موقع تويتر حول هوية مجتهد، إذ يرى البعض أن صاحب الحساب هو رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح الدكتور سعد الفقيه المقيم في بريطانيا، ويتحجج أصحاب هذا الرأي بأن المعارض السعودي المقيم في بريطانيا كتب مقالا في صحيفة الغارديان تحدث فيه بإسهاب عن حساب مجتهد في تويتر وتأثيره على المجتمع السعودي.
ويرى آخرون أن صاحب حساب مجتهد هو أحد المقربين من البلاط السعودي والدليل في رأيهم هو نوعية التسريبات التي ينشرها وتنبؤاته بالتغييرات المحتملة في القصر.
البعض الآخر يذهب بعيدا من خلال اتهام إيران والحكومة السورية بالوقوف وراء هذا الحساب.
في مقابلة أجراها مع موقع “أوزي” قال مجتهد إن المهم ليس معرفة من يكون، بل ماذا يريد بالتحديد، فهويته لن تنقص من الأمر شيئا، وهدفه من خلال حسابه في تويتر هو تغيير الأوضاع في السعودية وانخراط أكبر عدد ممكن من الشباب السعودي في مسعاه، وقال مجتهد إنه ذكر دون إعطاء تفاصيل أكثر.
أخبار صحيحة وأخبار أقل دقة
وفي السابق، نشر مجتهد معلومات تبين لاحقا أنها خاطئة، لكنه سبق وسائل الإعلام في نشر أخبار عدة تبينت صدقيتها في ما بعد مثل الإعلان عن وفاة العاهل السابق الملك عبد الله قبل ساعات من الإعلان الرسمي عن وفاته في 23 كانون الثاني/يناير.
وقال مجتهد، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن تغريداته هدفها “إعطاء رؤية أكثر عدلا وشفافية” حول الأوضاع في السعودية.
لماذا تويتر؟
بالنسبة لمجتهد فإن موقع تويتر هو ملجأ آمن لعدة أسباب أبرزها أن السلطات السعودية ليس بإمكانها مراقبة هذا الموقع، بالإضافة إلى انتشار هذا الموقع في أوساط الشباب السعودي.
ويضيف مجتهد أنه في ظل انعدام فضاءات حرية التعبير في المملكة فإنه يفضل التواصل على موقع تويتر.