التقديرات التي تتحدث عن نهاية نظام الأسد تظهر مؤخرا بكثرة في المواقع الأجنبية والعربية، وهي مشابهة من ناحية الفكرة للتقديرات التي ظهرت في بداية الثورة السورية أو الحرب الأهلية في سوريا كما يسميها بعضهم اليوم.
وكلنا نعلم أن تقديرات عام 2011 أخطأت، والأسد ما زال حاكما في بلده، مُثبتا قدرته على البقاء، فهل يتضح قريبا أن الحديث مجددا عن نهايته كان في غير أوانه، أم أن الوضع يختلف المرة؟
تستند التقديرات الحالية التي تتوقع نهاية نظام الأسد إلى تطورات عديدة في سوريا، كانت قد طرحت في السابق، وهي أن المعارضة السورية تبدو أكثر تنظيما من قبل، وأن الانشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي تزداد، وأن تجنيد العلويين للقتال لصالح الأسد أصبح أصعب من ذي قبل.
فبالنسبة للتطور المتعلق بالمعارضة، يتحدث مطلعون على الشأن السوري عن أن جبهة النصرة عززت من نفوذها في صفوف المعارضة بعد إضعاف خصومها في سوريا، وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإسلامية جرّاء ضربات التحالف الأجنبي ضدّه، وهذا يعني أن النصرة وأحرار الشام موحدين أكثر ضد النظام.
ويشير آخرون إلى أن جيش الأسد يدخل العام الخامس من الحرب وهو “منهك” و “جريح”، إضافة إلى أن علويين كثيرين يتجنبون الالتحاق بالجيش. وتحدث كثيرون عن “معنويات متدنية” للجنود العلويين، خاصة بعد استجداء العقيد العلوي، سهيل الحسن، الملقب ب “النمر”، النظام مدّه بالذخائر.
وأشار هؤلاء إلى أن الاجتماع الطارئ للقيادة السورية، في حماة نهاية شهر فبراير/ شباط، هذا العام، حيث حضر ماهر الأسد ووزير الدفاع السوري وضباط سوريون وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، يدل على انهيار النظام.
ورغم هذه القراءات، يقول مختصون أمريكيون في الشأن السوري، تحدثوا مع المجلة الأمريكية “فورين بوليسي”، إن التطورات التكتيكية على الأرض لصالح المعارضة، بما فيها تقدم الثوار في إدلب وجسر الشغور، لا تدل بالضرورة على تغيّر جذري في الحالة السورية، ولا سيما على علامات قوية توحي بسقوط الأسد في المدى القريب.
وأشار المختصون إلى أن الوصف الأفضل للحالة السورية هو أنها حالة “مد وجزر” خاصة أن الفئات التي تساهم في الحرب السورية عديدة وتشهد بين حين وحين صعودا ومن ثم هبوطا.