أثارت الأنباء التي تواردت عن هروب رئيس تحرير صحيفة (السياسة) الكويتية، أحمد الجار الله، من الكويت إلى دبي، رغم صدور حكم ضده بالسجن لمدة عام مع الشغل والنفاذ بعد إدانته بالإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أثارت موجة من الغضب العارم بين نشطاء ومغردي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أكدوا أن هروب الجار الله في الوقت الذي يسجن فيه المعارض الكويتي وليد الطبطبائي يعني أن القانون والقضاء في الكويت لا يسلطان إلا على المعارضين السياسيين وفق موقع (شؤون خليجية).
وكانت مصادر صحفية قد أكدت أن إدارة تنفيذ الأحكام الجنائية التابعة لوزارة الداخلية الكويتية سمحت للصحفي الكويتي أحمد الجار الله بالهرب إلى دبي عن طريق منفذ مطار الكويت الدولي رغم صدور حكم بسجنه، وهو ما يعني بحسب النشطاء أن خروجه جاء بعلم السلطات الرسمية.
وتساءل ناشطون كويتيون حسب الموقع عن كيفية القبض على سياسيين وبرلمانيين كويتيين ووضعهم في السجون، وترك الدولة (الجار الله) يهرب رسميا بعلم السلطات من المطار.
وكان آخر المقبوض عليهم من السياسيين الكويتيين هو النائب المعارض السابق وليد الطبطبائي؛ الذي ألقت الأجهزة الأمنية الكويتية القبض عليه أمس الجمعة، تنفيذاً لأمر من النيابة العامة على خلفية تغريدة له، اتهم فيها إيران بـ”التدخل سياسياً” في الكويت، بحسب مصادر أمنية، وقبله النائب مسلم البراك.
وتساءل العضو البرلماني السابق عبد اللطيف العميري عن مصير رئيس تحرير جريدة «السياسة» الجار الله، بعد صدور حكم بحبسه لإدانته بالإساءة إلى النبي محمد قائلا: “الجار الله محكوم بالسجن، وحتى الآن هارب من العدالة ولا يزال يرأس تحرير جريدة السياسة، فهل تسحب الحكومة ترخيص الجريدة كما فعلت في عالم اليوم؟”.
وشكك بتنفيذ الحكم على الجار الله قائلا: “الحكم بالسجن مع النفاذ ولا يستأنف حتى ينفذ، والآن يسجن وهو خارج الكويت وستكون نسبة تطبيق القانون عليه لا تتجاوز 1% والأيام بيننا”.
فيما قال جابر بن ناصر المري، الكاتب القطري: “هروب الجار الله يأتي على خلفية صدور حكم بحبسه سنة مع الشغل لإساءته للرسول”.
ووصف مغردون (الجار الله) الذي يطلق عليه (عميد الكتاب العرب) بأنه (عميد السجن).
وسخر مغردون من الجار الله الذي دأب على السخرية من النائب السابق المعارض مسلم البراك، وعلق حمد بن ناصر: «هروب الجار الله لدبي بعد الحكم عليه حتى يتدخل أحد الشيوخ وينقضوا الحكم. تعلم المرجلة من مسلم البراك وواجه»، وطالبوا بمحاسبة من قام بتهريبه.
وكان الجار الله كتب تغريدة يسخر فيها من مسلم البراك قال فيها: “الهارب من العدالة (مسلم البراك) في نص القانون يجب أن يحضر لمحكمة الاستئناف”.
ويشار إلى أن هناك اتفاقية تبادل مجرمين بين الكويت والإمارات وسبق للكويت أن سلمت نشطاء معارضين إلى السعودية والإمارات، ولهذا تساءل مغردون عما إذا كانت الكويت ستطلب تسليم الجار الله؟.
وكتب النائب “زجران” يقول على تويتر: “أحمد الجار الله اليوم أو غدا سيغادر من دبي إلى جنوب أفريقيا فنتمنى من الإنتربول الكويتي أن يخاطب دولة الإمارات ليتم القبض عليه وتسليمه للكويت”، وسخر نشطاء قائلين: “بعد صدور حكم بحبسه سنة لإساءته للرسول قال أحمد الجار الله: “لبيك اللهم عمرة في دبي” ويقال إنه اتصل بشفيق عشان يسأله فين ميقات أهل الكويت في دبي؟”.
يذكر أن العديد من الشخصيات العربية المطلوبة لقضايا جنائية في بلادها لجأت إلى دبي مثل المرشح الرئاسي السابق للرئاسة المصرية أحمد شفيق منذ عام 2012، ورجل الأمن الفلسطيني محمد دحلان منذ عام 2011، والذي انتهت قضية فساد له برام الله لعدم رفع الحصانة الدبلوماسية عنه فقط مؤخرا.