قال مصدر دبلوماسي مصري إن القاهرة انزعجت من انكشاف دور وساطة قام به القيادي الفلسطيني محمد دحلان للتوصل إلى الاتفاق المبدئي بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.
ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن المصدر، الذي قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه، أن الحكومة المصرية تشك في أن دحلان كان وراء تسريب الخبر بغرض دعم صورته كسياسي يتمتع بحضور إقليمي، ودعم إماراتي وثقة من أطراف الأزمة وخاصة مصر وإثيوبيا.
وأشار إلى أن التسريبات الأخيرة من مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، اثبتت العلاقة القوية بين دحلان والقيادة الجديدة في مصر. وكانت التسريبات أظهرت مكالمة من اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي يصدر فيه أمرا إلى احد الأشخاص باستقبال دحلان لدى وصوله في طائرة خاصة إلى مطار القاهرة، وتأمين انتقاله إلى فندق فيرمونت الفخم والقريب من المطار.
وكانت مجلة «نيوزويك» الأمريكية كشفت أن محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح، قد توسط لتوقيع اتفاق سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان في مارس الماضي، وأنه كان في قلب المفاوضات، ودعاه للتوسط في المحادثات رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين. وقال مصدر مقرب من دحلان للمجلة، رفض الكشف عن هويته، إن « رئيس وزراء إثيوبيا قد دعاهم، وكنا مستعدين للمساعدة.. ووضعنا أساس الاتفاق».
وقالت «نيوزويك» إنها اطلعت على صور حصرية يظهر فيها دحلان البالغ من العمر 53 عاما مع كل من ديسالين ورئيس المخابرات المصرية خالد فوزي في أديس أبابا ووزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم في أبو ظبي، وكان ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد هو الطرف الوحيد الآخر الذي يعلم بمشاركة دحلان في محادثات الأبواب المغلقة.
يمثل الإمارات وليس فلسطين
وردا على ذلك، قال مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية، إن دحلان يحاول أن يلعب السياسة الفلسطينية إلا أنه قال إنه كان يمثل الإمارات وليس كشخصية فلسطينية عندما توسط في اتفاق السد.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إن الرجل يظهر أوراق اعتماده لكثير من الناس، ويمكنه أن يرتدي قبعات مختلفة، وعندما يلتقي مسؤولا في دولة مختلفة، فهو لا يفعل ذلك بالضرورة باعتباره شخصية فلسطينية، فبإمكانه أيضا أن يرتدي القبعة كمبعوث للإمارات. نشاط دبلوماسي آخر. وتنص الاتفاقية، التي وصفها الرئيس السوداني عمر البشير بأنها «تاريخية»، على «الاستخدام العادل للمياه، وعدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى باستخدام المياه»، ومن المقرر الانتهاء من تشييد المشروع في عام 2017، والهدف منه توليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء لإثيوبيا.
وردا على الكشف عن مناورة دحلان الإقليمية، قال مسؤول بارز في منظمة التحرير الفلسطينية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن دحلان «يحاول لعب السياسة الفلسطينية، لكنه كان يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وليس كشخصية فلسطينية، عندما كان يتوسط في اتفاق سد النهضة».