خلص الكاتب البريطاني المعروف والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز سوف يلغي وزارة الحرس الوطني قريبا، والتي يتولاها الأمير متعب بن عبد الله، الذي لا يزال في منصبه.
وقال هيرست في مقاله المنشور بجريدة “هافنغتون بوست” بالإنجليزية إن التغييرات الأخيرة التي استيقظ عليها السعوديون فجر الأربعاء تعني أن “سلمان أزاح جميع من تبقى من أنصار العهد السابق باستثناء شخص واحد، وهو الأمير متعب بن عبد الله، ويكون بذلك سلمان قد استكمل نقل السلطة من جيل إلى جيل آخر”.
ويشير الكاتب الى أن “سلمان يفكر الآن جديا بإلغاء وزارة الحرس الوطني، والتي كان عبد الله قد أسسها في آخر أيامه للإشراف على الحرس الوطني، وإذا حصل ذلك، فإنه سيعيد الحرس الوطني إلى وزارة الدفاع، والتي يرأسها ابنه محمد بن سلمان”.
أما الاشارة بالغة الأهمية في مقال هيرست فهي التي تتعلق بالأمير مقرن بن عبد العزيز، حيث يقول هيرست إنه كان “همزة الوصل بين نظام السيسي وبين السعودية”، مشيرا إلى أن السيسي عندما أراد الاعتذار عن مضمون التسجيلات المسربة التي هاجم فيها السعوديين أرسل بسفيره إلى الأمير مقرن، ثم اتصل هاتفيا بمقرن، فيما لم يتمكن السفير من لقاء الملك سلمان، كما أن الملك لم يرد على السيسي.
وبالإشارة الواردة في مقال هيرست يكون السيسي قد فقد آخر حلفائه داخل الصف الأول من القيادة السعودية، حيث كانت وجبة التغييرات الأولى في المملكة قد أطاحت بصديقه رئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، ثم لاحقا أطيح بالأمير بندر بن سلطان، وأخيرا أطيح بالأمير مقرن بن عبد العزيز.
وتعليقا على رحيل الأمير سعود الفيصل من وزارة الخارجية، يقول هيرست إن خروجه “كان مخططا له منذ زمن بعيد”، مشيرا إلى أنه “لم يعد لدى وزير الخارجية الأطول خدمة على الإطلاق ما يقدمه بعد أربعين عاما في منصبه، ولعله هو ذاته بات يشعر بصعوبة التغلب على المفارقات الناجمة عن التناقض بين خدمته للملك عبد الله ثم من بعده لخليفته سلمان.
ففي عهد عبد الله كانت جهوده الدبلوماسية منصبة على حصار قطر، بينما بدا في عهد سلمان مسترخيا تجاه الإخوان المسلمين، ووجد نفسه في مشادة لفظية علنية مع عبد الفتاح السيسي بشأن رسالة الدعم التي وجهها بوتين لسوريا.. ليس من السهل على المرء أن يدافع عن المنهجين السياسيين في الوقت نفسه”.