“تعديلات الملك السعودي تؤجج التوتر.. ووفقا لتحليلات، وسيضطر الملك سلمان إلى منح الأمراء الآخرين حصة من التسلسل الهرمي للأسرة الملكية للحفاظ على السلام، بعد قراره بترقية نجله ذي الأربعة والثلاثين ربيعا لمنصب ولي ولي العهد”.
ورد ذلك في مستهل تقرير بمجلة نيوزويك الأمريكية حول التغييرات المفاجئة التي أعلن عنها العاهل السعودي فجر الأربعاء.
وإلى نص التقرير
عُينَّ وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان آل سعود وليا لولي العهد الذي بات يشغله وزير الأمير محمد بن نايف( 55 عاما) بدلا من الأمير مقرن، الأخ غير الشقيق للملك سلمان.
ومن المقرر أن يتسبب إعادة ترتيب خط التوريث في تفاقم التوتر بين الفروع المتنافسة لعائلة آل سعود، بعد أن سنَّ سلمان سابقة جديدة في أكبر دول العالم تصديرا للنفط، عبر وضع نجله في ذلك المقعد البارز، وتجاوز الأمراء الأقدم سنا، وفقا لجان كيننمونت، الباحثة ببرنامج الشرق الأوسط، في مركز “تشاتام هاوس” البريطاني.
وأضافت كيننمونت: “سيقول أمراء آخرون من فروع أخرى بالعائلة الملكية أن أميرا في عمر 34 عاما، لم يكن في مثل هذه القوة والبروز حتى وقت قريب، لكنه أصبح الآن في مسار سريع لتقلد المنصب الأول بالمملكة”.
ومضت تقول: “سيحتاج حكام السعودية إلى التعامل مع الأمراء الآخرين داخل الأسرة الملكية، إنهم يحتاجون إلى مشاركة السلطة، فعلى النحو التقليدي، لا يوجد توريث يعتمد فقط على منح الملك السلطة لنجله، لكن المعتاد أن يتم اقتسام السلطة بين الفروع المختلفة للعائلة للتأكد من أن الآخرين لديهم حصة كبيرة في النظام”.
وقال بيان أصدره الملك سلمان، 79 سنة، إن ترقية نجله لمنصب ولي ولي العهد يعود لإمكانياته الهائلة التي باتت واضحة للجميع، عبر كافة المهام التي وكلت إليه.
كما أشار العاهل السعودي في بيانه إلى أن التغييرات حظيت بدعم غالبية مجلس البيعة، الذي يضم أمراء من كافة فروع عائلة آل سعود، والذي يقرر ماهية ولي العهد بالتصويت.
ورحل الملك عبد الله في يناير الماضي، تاركا الطريق لسلمان لمنح نجله ثلاثة مناصب، وزير الدفاع، ورئيس البلاط الملكي، ورئيس لجنة التنمية الاقتصادية، قبل أن يتبوأ المنصب الأخير.
ومنذ تعيينه وزيرا للدفاع في يناير، اضطلع محمد بن سلمان بدور قيادي في الحملة التي تقودها أمريكا ضد داعش، وكذلك الضربات الجوية، التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
يذكر أن كافة ملوك السعودية هم من أبناء المؤسس عبد العزيز بن سعود، لكن الأمير محمد بن نايف يمثل الحفيد الأول الذي يتولى منصب ولي العهد، حيث آثر سلمان وضع قيادة شابة ومعاصرة بعده.