تحت عنوان “ثورة سعودية هادئة بتغيير الملك سلمان تسلسل الحكم داخل الأسرة المالكة”، تطرقت صحيفة “تليجراف” البريطانية إلى التغييرات الجذرية التي أعلن عنها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فجر اليوم الأربعاء، والتي نقلت خط الخلافة من جيل أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود إلى جيل الأحفاد.
وأصدر الملك سلمان – الذي تقلد عرش المملكة في يناير الماضي عقب وفاة أخيه غير الشقيق عبدالله – قرارات تتضمن تسمية ابن شقيقة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف (الذي ينتمي لعائلة آل سدير) وليا للعهد، وإعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من منصبه، مع احتفاظ بن نايف بحقيبة الداخلية.
وبموجب التغييرات، بات نجل الملك السعودي، وزير الدفاع محمد بن سلمان، الذي يقود الحرب في اليمن،وليا لولي العهد، كما أعفى وزير الخارجية سعود الفيصل من منصبه، وعين بدلا منه السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، الذي لا ينتمي للأسرة الملكية.
وتمثل قرارات سلمان، وعمره 79 عاما، التي أذاعها التليفزيون الرسمي السعودي فجر الأربعاء، انسلاخا عن الملك عبدالله، الذي توفي في يناير الماضي.
ويعود أصل كافة ملوك السعودية المتعاقبين إلى الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود، لكن الأمير محمد بن نايف هو الأول بين أحفاد عبدالعزيز الذي يتقلد ولاية العهد مباشرة، ويبلغ عمره 55 عاما، ولديه ابنتان، لكنه لم يرزق بذكور.
وكوزير داخلية، يعد بن نايف محاورا رئيسيا بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين القلقين من صعود القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي تنشط في اليمن والسعودية.
ويتزامن رحيل وزير الخارجية سعود الفيصل من منصبه، وتعين السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير بدلا منه، مع تبني المملكة العربية السعودية نهجا أكثر حزما، حيث أرسل الملك سلمان طائرات تورنادو القتالية لقصف اليمن خلال الشهر الماضي، مطلقة بذلك إحدى أكبر العمليات العسكرية في تاريخ المملكة، كما رجح كفة ميزان الحرب الأهلية في سوريا من خلال دعم تحالف جديد للثوار.
علاوة على ذلك، اتخذت السعودية قرارا حاسما بخفض سعر النفط، وهذا يعني ضرب اقتصادات روسيا وإيران، فالمملكة، التي كانت تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، أصبحت تمارس نفوذها علانية لحماية سلطتها الوطنية.
إذا ما الداعي وراء كل هذا التغيير؟ سؤال طرحته الصحيفة وأجابت بأن الخوف من طموحات إيران يمثل الجزء الأكبر مما يحدث.
وعلى الرغم من أن التنافس المرير بين المملكة العربية السعودية والقوة الشيعية في المنطقة ليس بجديد، فإن ما تغير هو التقييم السعودي للولايات المتحدة،حيث كان الملوك في قصورهم بالرياض يعتمدون في الماضي على أمريكا في ضمان النظام في منطقة الشرق الأوسط وضمان الأمن في بلادهم.
والآن، يعتقد الملك سلمان بوضوح أن عصر الاعتماد على واشنطن ولّى، ويرى أن النفوذ الأمريكي يتراجع في المنطقة، بما جعل المملكة ترعى شؤونها بنفسها.
واختتمت الصحيفة بالقول إن جميع القرارات، التي تجنبها الملوك السابقين للسعودية بدهاء، أصبحت حتمية، ويُبدي الملك العجوز – على عكس كل التوقعات – استعداده لاتخاذ مثل هذه القرارات.تليجراف تكشف سر التغييرات السعودية