أحرجت صحيفة “هافنغتون بوست” الالكترونية التي تصدر بعدة لغات في العديد من دول العالم، أحرجت دولة الامارات التي تنفذ حالياً حملة علاقات عامة لتحسين صورتها في الولايات المتحدة، حيث قال تقرير للكاتب برايان دولي إن “الامارات تسحق معارضيها وتحاول في الوقت ذاته أن تظهر على أنها دولة الأمان والاستقرار والتحضر”.
وكتب برايان دولي من منظمة “هيومن رايتس فيرست” إن حكومة الامارات حريصة على الظهور بمظهر الدولة التي يتوفر بها الأمان والاستقرار ومناخ العمل والدولة التي يعتمد عليها كحليف للولايات المتحدة، لكنها في الواقع ترتكب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان، وتقوم بسحق المعارضين”.
وأشار دولي الى الحملة التي تطلقها وسائل الاعلام الإماراتية تحت عنوان “متحدون في الامن” مع الولايات المتحدة، والتي تقول فيها للناس بانها الدولة العربية الوحيدة التي انضمت للمشاركة في 6 عمليات عسكرية مع أمريكا خلال الـ 25 سنة الماضية (حرب الخليج الأولى، أفغانستان، الصومال، كوسوفو، ليبيا، وداعش). كما أشار دولي الى لقاء ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل أيام مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ووزير الدفاع آشتون كارتر في واشنطن لمناقشة خطوات جديدة للنهوض بالتعاون الأمني بين الولايات المتحدة والامارات وهو التعاون العميق القائم أصلا بين البلدين.
وقال دولي إن الشيخ محمد بن زايد، الزائر المعتاد لواشنطن والذي ينال معاملة خاصة في كافة مستويات الحكومة الامريكية، هو أيضا رئيس النظام الأمني المخيف في دولته، والذي يمارس القمع ضد حرية التعبير، ويخنق وبطريقة وحشية أصوات المجتمع المدني التي تنتقد النظام. فخلال الشهور الأخيرة، بحسب التقرير، زادت الهجمات ضد المعارضين بصورة كثيفة. ففي نوفمبر 2014 أعلن مجلس الوزراء الاماراتي عن قائمة بـ 83 “منظمة إرهابية”، شملت اثنتان من المنظمات الامريكية وهما مجلس العلاقات الامريكية الإسلامية وجمعية المسلمين الأمريكيين، كما تم حل منظمات المجتمع المدني في الامارات، والتي كان النظام يتسامح معها من قبل مثل رابطة المعلمين ورابطة القضاة والمحامين، ووضع بعض قادة هذه المنظمات في السجن مثل الدكتور محمد الركن، وتعرض بعضهم للتعذيب، وتم اخراس كل الأصوات المعارضة.
ونقل دولي عن بعض الناشطين الاماراتيين الذين قابلهم قولهم بانه لا يوجد أي تسامح مع الرأي الآخر في الامارات من قبل النظام، كما أن الأمور ساءت أكثر خلال السنوات الأخيرة.
وختم برايان دولي تقريره بالإشارة الى أنه رغم كل ذلك، تستمر واشنطن في دعم النظام الاماراتي سياسيا وعسكريا، وتمده بالأسلحة. وأشار الى انه وكجزء من مبادرة البيت الأبيض لمواجهة التطرف العنيف، هناك خطط للشراكة الإعلامية بين الولايات المتحدة والامارات، بالرغم من ان أي نقد للنظام الاماراتي على صفحات تويتر سوف يعني السجن طويلاً.
وأعاد دولي التذكير بما سبق وقاله الرئيس أوباما بشأن دعم المجتمع المدني باعتبار ذلك مسألة لها صلة بالأمن القومي الأمريكي. ونصح الرئيس أوباما بإثارة الموضوع مع الشيخ محمد بن زايد وتوجيه السؤال إليه: لماذا يقبع الناقدون السلميون في السجون؟ ولماذا يتم إساءة معاملة المحامين الذين يمثلونهم؟ ولماذا تعتقد الامارات ان أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب هي القمع؟!