باريس ـ حميد عقبي (وطن) المتابع لقناة الجزيرة القطرية يجد نوعا من الإنحياز و الدعم الواضح لعاصفة الحزم اكثر منها قناة اخبارية محايدة حسب الشعار الذي ترفعه (الرأي و الرأي الآخر)، المتأمل للتقارير يجد إغفال متعمد لضحايا القصف الجوي المتواصل على كل الأراضي اليمنية من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها فهلك الحرث و النسل و احرقت الشجر و الحجر و البشر، بينما يظل تأثيرها على ميلشيات الحوثي غير كبيرة، كنا التقينا بمجموعة من المشاهدين للقناة و استمعنا لبعض الملاحظات كون الكثير يرى ضعف في جودة الخبر و ضعف في التحليل و البرامج الحوارية حسب رأي الدكتور هارون القليبي المقيم في منطقة النورماندي يقول: ” سقطت قناة الجزيرة القطرية سقوطا مرعبا و تحس برشه أنها تريد بكل الوسائل لدعم عاصفة الحزم فهي تستضيف النطيحة و المتردية و شخصيات متعفنة و جاهلة تصبغ عليهم الصفات الفخمة فهذا خبيرا و ذاك محللا سياسيا و و ..النتيجة نفس الإسطونة المشروخة أمن السعودية و شعبها و حدودها خطوط حمراء لكن قتل كل أهل اليمن و تدمير حضارته العريقة ليس ذنبا أي منطق أو عرف و دين يبيح كل هذا التدمير لعودة شرعية رئيس هرب في ثياب النوم و كان يملك دولة و جيشا و قوة لم يطلق رصاصة واحدة لحماية صنعاء ثم وصلت جماعة الحوثي لباب قصره فسلمهم البلاد و السلاح..لماذا هذه القناة لا تقف امام هذه الحقائق..انا ضد أي عنف و ضد المليشيات الطائفية و العصبية و لا ادافع عن جماعة الحوثي نحن نبكي الشعب اليمني الطيب و نجد الكل يتكالب عليه و ينهش لحمه..للأسف قناة الجزيرة إنحرفت لا نريد تعاطفا نريد مهنية و مصداقية و احترام عقل المشاهد بدلا من هذا الزور و البهتان يسمونه اعلام حر.”
ثم كان لنا حديث مع حنان هريش طالبة في جامعة السوربون قسم العلوم السياسية فقالت : ” يا أخي بحكم تخصصي اتابع قناة الجزيرة و أجد هشاشة و ضعف و الحرب في اليمن فضحتها فبانت العيوب..أود أفهم أحمد الشلفي محرر و صحفي عن أخبار اليمن و لكن كلامه يوحي أنه عقيد في الجيش السعودي أو المخابرات السعودية، اسمح لي أقول العقيد أحمد الشلفي و ربما تتم ترقيته لعميد أو لواء لو أنتصرت السعودية و نجحت في تدمير اليمن، الصحفي يلتزم الحياد و يتكلم عن جميع الأطراف دون مدح هذا و ذم ذاك و يولي إهتمام خاص بالضحايا من المدنيين فجميع الأطراف المتصارعة ترتكب جرائم إنسانية جسيمة بحق الشعب اليمني…إذن لماذا لا نوضح هذه النقاط؟ هل من المعقول تخصيص تقارير و حوارات مطولة تصف و تمدح و تدعم عاصفة الحزم و خطواتها و يتم إغفال الأخطاء و ضحايا القصف؟ أي منطق يبيح للقناة بث سطر في أسفل الشاشة يصف الوضع الإنساني اليمني بالمتدهور و يسيطر على الشاشة أبواق تدعم الحرب و تهلل و تكبر بجهود السعودية و تطالب بصب المزيد من القذائف بشكل هستيري؟ لتذهب الجزيرة لتطلب من مركز دولي محترف لتقييم أدائها و رأي مشاهديها لو فعلت قد تكتشف أنها افلست من المصداقية و فقدت مشاهديها و قد تتحول كالأخبارية السعودية…يعني صفر على الشمال.”
ثم كان لنا حديث مع مراد بن عبدالله ناشط جمعوي يقول : ” أخوكم مراد مغربي و الحمدلله قناة الجزيرة لا تأتي باخبار كثيرة عن المغرب الله يكفينا شرها كونها أصبحت قناة الفتنة اما الحديث عن المهنية فيها فهي مفقودة، يمكنك تلاحظ لا يمر يوم دون استضافة اكثر محلل سياسي سعودي، يا أخي السعودية تقود هذه الحرب و تصرف المليارات أي محلل سياسي سعودي مطعون في مصداقيته لماذا لا يوجه لهم اسئلة عن اوضاع حقوق الإنسان في السعودية؟ و كيف يتصرف الأمراء و يجمعون ثروات ضخمة يتسابقون لدخول قائمة المليارديرات؟ هل يمنح حقوق و حرية للمرأة أو الشيعة؟ هل و هل و هل؟ عشرات الأسئلة محرم طرحها ما مبرارات هذه الحرب و لماذا شنت فجاءة و لماذا كل هذا التدمير لبلد فقير؟ و المصيبة يتم إسقاط اسلحة بكميات ضخمة كي يظل التحارب و الإقتتال لسنوات قادمة و تخلق مليشيات جديدة فلا أمل بعدها بعودة الأمن و يتمزق البلد و يتحول لعشرة صومالات.”
لينا متاير ( لبنانية طالبة ماجستير اعلام مرئي في باريس) تقول : ” من الممكن أن تستعيد قناة الجزيره جمهورها أو بعضة بتوسيع الرؤية و عدم الإنحسار في دائرة ضيقة خصوصا في الشأن اليمني حيث اكثرت من استضافات مشائخ الدين و طرح رؤيتهم كمؤيدين لعاصفة الحزم و كذلك كثرت الوجوه الخليجية في تحليلات لا تستفيد منها معلومة مفيدة و غاب الصوت المدافع عن الشعب اليمني و كثرت الهرطقات الفارغة كلما توغلت الجزيرة أو أي قناة تحمل رؤية رسمية أو منحازة لعاصفة الحزم تتخندق في الحرب كطرف مهاجم و هذا ليس وظيفة الاعلام الصادق الذي علية توضيح الصورة الإنسانية قد تكون عليها ضغوطات و لكن يمكنها أن تنقذ نفسها بطرح متنوع و توسيع الرؤية و نقل الحقائق و خاصة كوارث الحرب و ضحاياها و أن تحتل الإهتمام الاول.”
ثم تحدث معنا جمال الحلبي فقال: ” انا رجل كبير في العمر اقترب من السبعينات جئنا إلى فرنسا بعد أن خرب امراء النفط و الحرب بلدنا سوريا و اليوم جاء دور اليمن سيخربونها بمالهم و سلاحهم و اعلامهم، قناة الجزيرة مملوكة لأمير قطر يحرك قبلتها كيفما يريد و كلام الحرية و الحيادية و المهنية كلام في الهواء، قل لفيصل القاسم أن يستضيف اماراتي و يقول له لماذا تشاركون في حرب اليمن بدعوى قص ذنب ايران و هي تحتل جزركم؟ اليس من المنطقي تحرير هذه الجزر بدلاء من الذهاب إلى اليمن؟ حاليا نسمع ايران بلد الروافض و المجوس و كلام كثير مضحك و من يسمع هؤلاء الذين تأتي بهم قناة الجزيرة تحس أنها جلبت بعضهم من المزابل اقصد مزابل النفاق و الحقد يقدسون حكام الحروب و يتلذذون برؤية هلاك الشعب اليمني و هذا الحوثي ميلشيات لو هُزمت ستهرب للجبال الوعرة وهم زراعة مخطط قديم لتدمير اليمن تظن السعودية أنها ستبني جدران عازلة تحميها لكن هذا محال ستمسها اللعنة و يأتي دورها فالظالم ينتقم الله منه لا محال”
لويزا البغدادي (ربة بيت مقيمة بمنطقة كالفادوس بفرنسا) تقول : ” والله الشعب اليمني خطية و فقير و طيب و هذول الاحزاب كلهم خراب مثل ما موجود في العراق كل حزب يركض وراء الحكم و لو وصل يدوس على رقاب الناس و يسرق و ينهب، المشكلة الشعب اليمني العربي المسلم الذي وقف اخونه مع فلسطين و العراق و سوريا اليوم يقذفونه بالقنابل من الطائرات بوحشية و كل القناوات الفضائية العربية تطبل و تزمر للسعودية و دول الخليج حتي الجزيرة ما نسمع فيها واحد يوقف بشجاعة يدافع عن الشعب اليمني و يتكلم عن الدمار، انا ابكي و الله و احس بحرقة كل أم فقدت ابنها أو طفل قتلوا أمه، هذا حرام يا اعلام العرب كلكم جرب، توف على هذه القناوات”
ثم نختم مع ابو حسام المروعي يرى أن الجزيرة ظاهرة اعلامية حركت المياة الراكدة فتغيرت اعتيادات الناس في سماع خطابات الزعماء و الملوك لساعات طويلة و تنوعت برامجها فدخلت كل بيت عربي و يضيف ” أن يكون هناك أخطاء و هفوات فالكمال لله و الجزيرة مرنة و بالتاكيد ضغوط رسمية تدفعها لتغاظي و إغفال قضايا لكنها يمكنها تجاوزها بطرق ذكية و هي تراجع و تهتم برأي المشاهد و قد تنتبه لهذا التقرير و لا يجب نسيان تعرض مكتب الجزيرة في صنعاء للتخريب و تهديد طاقمها و هذا تصرف حوثي احمق، هناك مواقف ايجابية لقناة الجزيرة و ربما تسارع الاحداث اليمنية اربك الجميع.”
أود أن نختم بالقول ليس لي موقفا خاصا ضد قناة الجزيرة و ما تم طرحه وجهات نظر مختلفة تعكس بعض الملاحظات ربما تستفيد منها القناة و ليس عيبا أن تستمع القناة لعينة من مشاهديها و تصلح أي خلل قد يتسرب في مسيرتها و توسع الدائرة و الرؤية ليس فقط للجهات المتحاربة في اليمن و من يدعم عاصفة الحزم، هناك من يعترض على الحرب و يقف في صف الشعب اليمني و معاناته و ضحاياه هذا الصوت شبه غائب .
نتمنى أن تسرع قناة الجزيرة بمراجعة مسارها و نحن نتضامن مع مراسليها في اليمن و ندين تصرفات جماعة الحوثي التي خنقت الاعلام و تعاملت بغباء و قسوة مع الكثير من المنابر الاعلامية اليمنية و العربية و لكن نتمنى من هذه المنابر سماع صوت الضحية فهذه حرب قذرة و العدوان الخارجي كان قاسيا و له جرائمه أيضا.
باريس ـ حميد عقبي