ذكره أهل درعا بأن الأسد الأب خان أصدقائه الذين ساعدوه في انقلاب 1970واغتال معظمهم ، وأنه قتل محمود الزعبي السني بلا ذنب، وأن الأسد الابن جرد فاروق الشرع السني أيضاً من كل مناصبه، وتخلص من عبد الحليم خدام الذى قضى عمره في خدمة أهل القرداحة، وأن دوره سيأتي اليوم أو غداً، كان يرد عليهم” هل يستطيع بشار أن يقطع يده، أنا يده” “هل يستطيع بشار أن يترك لبنان بلا رئيس، أنا رئيس لبنان”. وكان مع كل نصيحة يسمعها يحلف بأن لا رايات في درعا إلا رايات الأسد أو سيحرق أهله قبل أن يحرق البلد.
بعد أربع سنوات من الثورة، قرر آل الأسد التخلص نهائياً من رستم غزالي أحد كبار مجرمي الحرب في سورية ولبنان أيضاً.
لكن لماذا قتلوه؟
كان غزالي “المندوب السامي السوري” في لبنان، ولم يكن يحدث أي شيء هناك دون موافقته، ويشير كثير من المتابعين إلى أن الرجل مشترك مع سيده بشار في اغتيال رفيق الحريري، وأنه سرب تسجيلا لمكالمة مع المغدور، استخدمتها المحكمة الدولية مؤخرا في تعزيز اتهامها للأسد في قضية الاغتيال التي لم تقفل بعد، فقرر الأسد التخلص منه خلطاً للأوراق وحماية لنفسه، وقد يؤيد ذلك الاتجاه ما فعله بشار الأسد سابقاً، حيث قتل غازي كنعان في العام 2005، ثم العميد محمد سليمان، عام 2008، إخفاء لمعلومات كادت المحكمة الدولية ذات الشأن أن تتوصل إليها.
للمقربين من رستم غزالي روايات أخرى، تدور حول خلافات شديدة نشبت بينه وبين رفيق شحادة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، انتهت بتغليب الأسد لشحادة كونه من الطائفة العلوية فأمر بالتخلص من خادمه وخادم أبيه بطريقة بشعة.
يتحدث أهل درعا، عن أن شحادة صادر خزانات الوقود التي يبيعها شبيحة غزالي إلى المواطنين بعشرة أضعاف سعرها، مما أدى إلى تلاسن عنيف بين المجرمَيْنِ، ثم تحد وتهديد بالقتل، أدى في النهاية إلى ذهاب رستم إلى مكتب شحادة الذي قبض عليه ثم سحله في كفر سوسة، قبل إرساله إلى المستشفى، ويقولون إن عساكر الأسد تفننوا في تعذيب الرجل، لإجباره على البوح بما فعله من إرسال معلومات إلى جهات خارجية، تتعلق بمقتل خلية الأزمة وعمر سليمان، واغتيال الحريري وكل الجرائم التي فعلها الأسد وابنه من بعده، ويقولون إن الرجل وثق كل تلك الأسرار الخطيرة معتقداً أنه سيحمي نفسه من القتل.
رواية أخرى من لبنان، تقول: إن الخلافات نشبت بين رستم غزالي وبين حزب الله، مبدأها الخوف من الرجل القادر على كشف أسرار تدين الحزب في قضية اغتيال الحريري، ومنتهاها، وهو ما يؤكده آخرون، بأن حزب الله أراد السيطرة على قصر غزالي المنيف في قرفا وهي مسقط رأسه، لاستخدامه في نصب صواريخ ونشر جنود وآليات عسكرية، مما أشعر الأخير بإهانة أدت إلى نشوب خلافات قوية بين الطرفين، ويؤيد هذه الرواية، أن مواقع لبنانية عديدة كانت قد انتقدت غزالي بأشد العبارات لأنه ضد وجود الحزب في قرفا، ولأنه أساء إلى الحزب ببعض العبارات التي قالها” “نعلم أنكم حررتم بعض المناطق بالمال وليس بالقتال، وينبغي تذكيركم أن المعركة معركتكم أيضا وليست معركة سوريا الأسد فقط”.
كما نُقل عنه “لابد من تذكيركم أنه لولا سوريا الأسد لما كنتم موجودون على الخريطة من حيث المبدأ”.
وعن كيفية القتل فقد نقل الصحفي الفرنسي “جان فيليب لوبيل” عن مصادر في مخابرات الأسد أن “شحادة” دعا رستم غزالي إلى اجتماع أمني، ولدى وصوله، تم نزع سلاح حراسه وربطه وتعذيبه ورميه أمام مستشفى الشامي وهو نصف ميت. وتدور إشاعة قوية بأن غزالي حقن بمادة Guillain- Barre التي تؤدي إلى شلل شبه كامل قبل نقله للمستشفى، وهناك تم تعذيبه سلخاً وتمزيقاً، إلى أن قضى بيد من خدمه عشرات السنين.
سبب مباشر لتصفية اللواء:
في الشهر الثاني من العام الجاري أرسل بشار الأسد خادمه رستم إلى قرفا، موحياً له أن الزيارة تهدف لرفع معنويات الشبيحة بعد الانتصارات المذهلة التي حققها الثوار هناك، سيما وأن عين الكتائب كانت على قريتي قرفا ونمر للسيطرة على الطرق الدولية في الجنوب بشكل كامل.
وعند وصوله اصطدم بطلب حزب الله أن يخلي قصره، فرفض. فخوفه ممثلو الحزب من سقوط القرية، فأجاب بعنجهيته المعهودة، ” يمكن أن تسقط القرداحة ولا يمكن لقرفا أن تسقط ” فجاء الرد سريعاً بإحراق قصره، وتجريده من سلطاته، ثم تمت تصفيته.
قُتل محمود الزعبي لأنه تحدث عن باسل الأسد” هل سيصبح هذا الولد رئيسنا”. وسَجن باسل عدنان قصار لواحد وعشرين عاماً، لأنه فاز عليه في سباق الخيل. وقتل بشار البوطي حين انتهى دوره.
لم يشفع لرستم غزالي كل ما فعله إرضاء لأسياده، فبشار حرق سورية كلها وهجر أهلها، فمن يكون رستم هذا؟ قُتل وطويت صفحته، وشمتنا به، وودعناه بعبارة إلى جنهم وبئس المصير.
د. عوض السليمان.