قال موقع «ديبكا» الإسرائيلي أن حربا رابعة في الشرق الأوسط توشك أن تندلع في ليبيا (بعد سوريا والعراق واليمن)، وأن مصادره العسكرية والاستخبارية أكدت له أن قوات برية وجوية كبيرة تابعة للجيش المصري تتمركز الآن في الصحراء الغربية، على طول الحدود مع ليبيا، بهدف شن عملية عسكرية واسعة تحتل بموجبها منطقة شرق ليبيا أو ما يسمى بـ”إقليم برقة“ من أيدي قوات تنظيم الدولة الإسلامية التي تسمي «ولاية برقة» على غرار «ولاية سيناء» ويعتقد أن هناك تعاون بينهما وتسلل من ليبيا لمصر.
وزعم الموقع في تقرير نشره الأحد 26 أبريل/نيسان بعنوان: (انتشار واسع النطاق للقوات المصرية لاستعادة شرق ليبيا من تنظيم داعش) أن حشودا من القوات الخاصة المصرية تتمركز حاليا في عدد من القواعد بالمنطقة، وأن هناك احتمالات كبيرة أن يبدأ الهجوم المصري عبر إنزال قوات مصرية على سواحل مدينة درنة الليبية، التي تعد عاصمة «الدولة الإسلامية» شرق ليبيا، وأن عملية الإنزال هذه ستتم بهبوط قوات من الكوماندوز المصرية بالمظلات في جميع أنحاء المدينة.
سر زيارة مدير «سي آي إيه» للسيسي
وقال «ديبكا فايل» الهجوم المصري المرتقب، كان هو السبب وراء زيارة رئيس الاستخبارات الأمريكية «جون برينان» للقاهرة في 19 أبريل/نيسان الجاري ولقاؤه «السيسي» ومدير المخابرات المصرية، وأن «برينان» التقى فور وصوله بالرئيس «عبد الفتاح السيسي»، وطلب منه معلومات دقيقة عن الحملة المصرية الليبية التي ترصدها المخابرات الأمريكية، وترفض أي تدخل عسكري في ليبيا.
وقالت أن «السيسي» طمأن المسؤول الأمريكي أن الجيش المصري لا ينوي البقاء في شرق ليبيا، وأنه بعد أن يقضي على عناصر «داعش» هناك وينزع سلاح الجهاديين سيعمل على نقل الحكم لحكومة طبرق التي يترأسها «عبد الله الثني» وفر أعضاؤها من طرابلس التي تسيطر عليها جماعات إسلامية مسلحة، بحيث تصبح درنه تحت اشراف حكومة «الثني» التي يتبعها جيشها الخاص بقيادة الفريق «خليفة حفتر».
وقال «ديبكا» أن «السيسي» لم يفاجأ عندما سمع مدير وكالة المخابرات المركزية يبلغه اعتراض إدارة «أوباما» على أي غزو مصري مباشر لليبيا، ولكنه فوجئ بموافقة أمريكا على عدم معارضتها أن تتدخل القاهرة بطريقة غير مباشرة في ليبيا عبر الميليشيات الليبية المحلية.
وطرح «برينان» أمام «السيسي» اسم الجنرال «خليفة حفتر» الذي قام بإعداد ميليشيا في مدينة بنغازي بشرق ليبيا لمحاربة الإسلاميين بدلا من التدخل المصري، وبمساعدة من وحدات الجيش الليبي في المنطقة، ولكن «السيسي» رفض.
وقال «ديبكا» أن الخلافات بين «السيسي» وبرينان بشأن التدخل في ليبيا ظهرت في البيان الختامي للزيارة الذي عكس خلافاتهم وتحدث عن قضايا عامة مثل مناقشة «القضايا الإقليمية والإرهاب وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، واتفاق الجانبين على مواصلة التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وقال «ديبكا» المتخصص في التحليلات الأمنية والاستخبارية أن الرئيس المصري يرى في وجود «داعش» شرق ليبيا خطرا كبيرا على مصر، وأن هناك تقارير استخبارية أكدت للسيسي أن عناصر من التنظيم تسللت لعدد من المدن المصرية، بل وبعض وحدات الجيش المصري، على حد تعبيره.
وتابع الموقع: «داعش الذي يعرف بأمر الهجوم المصري، يسارع حاليا للحصول على تعزيزات من سوريا والعراق إلى شرق ليبيا.
وختم التقرير بتساؤل مثير: «لماذا مصر مستعدة لرمي قواتها البرية والبحرية والجوية في هجوم على ليبيا، بينما تمتنع في الوقت نفسه عن إرسال قوات للمشاركة بريا في الصراع اليمني، على الرغم من أنها عضو في التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين المدعومين من إيران؟».
وقال إن مصر تخوض بالفعل حربا مع فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء (ولاية سيناء) ولكنها تستعد الآن للتصدي لخطر الإسلاميين على حدودها الغربية مع ليبيا.