حالة من الرعب تسيطر على المواطنين بكافة مراكز محافظة الشرقية بصفة عامة وأبناء مركز الإبراهيمية بصفة خاصة بعدما ارتفع عدد حالات الاشتباه بالتسمم التي استقبلتها مستشفيات وزارة الصحة بالإبراهيمية وديرب نجم والزقازيق إلى 632، لأسباب مجهولة.
الدكتور شريف مكين، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أعلن خروج جميع الحالات من المستشفيات، باستثناء 4 في مستشفى الإبراهيمية، وحالتان بمستشفى الزقازيق الجامعي، ووفاة حالة أخرى بمستشفى الأحرار بالزقازيق.
ولم تعلن وزارة الصحة عن أسباب حالة الوفاة حتى مساء اليوم، وذلك بعد التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى لعرضها على الطب الشرعي.
وتسود حالة من التخبط الشارع الشرقاوي بسبب الغموض الذي يحيط بتسمم هذه الأعداد الكبيرة، وأبدى بعضهم استياءه من تصريحات الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الذي أكد فيها أن مياه الشرب سليمة وأن الخطأ لدي المواطنين الذين يلجأون لشراء المياه من شركات خاصة، حسب قوله.
روايات الأهالي
عدد من الأهالي، التقاهم مراسل موقع مصر العربية بالإبراهيمية، أكدوا أنهم يلجأون لشراء المياه نظرا لسوء حالة محطة التحلية الموجودة بالمدينة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي – حسب وصفهم مادفعهم لتكبد مصاريف إضافية رغم حالتهم الإقتصادية المتواضعة لشراء مياة صالحة للشرب.
يقول محمد السيد أحمد المصابين إنه شعر بالغثيان وأصيب بإسهال شديد وقيء، وفي مستشفى الإبراهيمية وجد عشرات الحالات التي تعاني من نفس الأعراض، ما زاد من معاناته، حيث اعتقد أنها نهايته، خاصة مع تردد شائعات عن تلوث مياه النيل عقب غرق مركب تحمل 500 طنا من الفوسفات في محافظة قنا.
ويضيف محمد وجدي أحد المصابين أن الأهالي لجأوا لشراء الجراكن لأن المياه في منازلهم “لا تصلح حتى للحيوانات” حسب تعبيره، ما دفعهم لتكبد المزيد من النفقات والمعاناة للحفاظ على حياتهم وصحة أبنائهم.
وتطالب السيدة هيام أحمد (والدة 3 من المصابين) المحافظ بالكف عن التصريحات واتهام المواطنين بالباطل، وتوفير كوب ماء نظيف يصلح للاستخدام الآدمي.
أما ميدو محمود غانم (من مدينة الإبراهيمية) فيشير إلى مطالبات الأهالي بإنشاء محطة مياه كبيرة حفاظاً علي أرواحهم، وحصولهم على عشرات الوعود من المسئولين السابقين، دون جدوى.
الصحة والمحافظ
ومن جانبه، أكد شريف مكين وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن توصيف الحالات المصابة هو “اشتباه بالتسمم”، إلى حين التأكد من عينات التحليل.
وأشار مكين إلى أن الأعراض “تنتقل بالإيحاء النفسي” للمواطنين بسبب حالة الهلع في المحافظة، وأن الإعلان عن الأسباب الحقيقية وراء إصابة 632 حالة سيتم خلال 72 ساعة.
وقال الدكتور رضا عبد السلام، في تصريحات صحفية، إنه يتابع عن كثب تطور الأوضاع بالإبراهيمية مشددا علي محاسبة أي متورط في هذه الواقعة وفتح تحقيقات على كافة المستويات لمحاسبة المقصرين بالقانون ودون هواده.
وأكد على دراسة إمكانية إنشاء محطة مياه خاصة بمدينة الإبراهيمية، حيث تعتمد المحطة الحالية على أخذ المياه من بحر مويس الذي يتفرع من ترعة الإسماعيلية.