أعلنت وزارة الداخلية السعودية القبض على منفذ اغتيال الجنديين أثناء أداء مهامهما في شرق العاصمة الرياض بداية شهر أبريل الحالي، ورصدها مليون ريال لمن يدلي بأي معلومة تقود إلى القبض على مدبر العملية، وهو سعودي الجنسية، وكشفت في بيان لها، اليوم الجمعة، تورط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بتلك العملية.
وقال المتحدث الأمني للوزارة اللواء منصور التركي “إلحاقاً للبيان المعلن بتاريخ 19/6/1436هـ عن تعرض إحدى دوريات الأمن أثناء تنفيذ مهامها الاعتيادية بشرق مدينة الرياض لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية نتح عنه استشهاد الجندي أول ثامر عمران المطيري والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري، فقد تمكنت الجهات الأمنية من القبض على أحد المشتبه بتورطهم في هذه الجريمة النكراء، وهو المواطن يزيد بن محمد عبدالرحمن أبو نيان، البالغ من العمر (23) عاماً، بعد مداهمة مكان اختبائه بإحدى المزارع بمركز (العويند) بمحافظة (حريملاء)”.
وأضاف “وبالتحقيق معه ومواجهته بما توفر ضده من قرائن، أقر بأنه هو من قام بإطلاق النار على دورية الأمن، وقتل قائدها وزميله (رحمهما الله تعالى)، امتثالاً لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، وَجّهَ فيها بالبقاء في الداخل, للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة، وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ، وصناعة كواتم الصوت، في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية”.
تفاصيل عملية تنفيذ الاغتيال
وأوضح التركي “ووفقا لذلك.. قام في يوم الاثنين الموافق 17/6/1436هـ وبتنسيق من عناصر التنظيم في سوريا, بمقابلة شخص في أحد المواقع شرق مدينة الرياض، ادعى أنه لا يعرف عن ذلك الشخص سوى أن اسمه (برجس) ويتحدث بلهجة مغاربية، وخلال لقائهما تواصلا مع تلك العناصر, وتم إبلاغهما بطبيعة العملية المطلوب تنفيذها، وحددوا لكل واحد منهما دوره فيها, حيث كُلّف هو بإطلاق النار, فيما كُلّف شريكه “برجس” بقيادة السيارة والتصوير عند التنفيذ، كما أمنوا لهما السلاح والذخيرة ومبلغ مالي مقداره 10.000 ريال سعودي عبر طرف ثالث لم يقابلاه (على حد زعمه), وأذنوا لهما ببدء تنفيذ العملية”.
وزاد” وقد أسفرت التحقيقات المكثفة والمستمرة في هذه القضية عن ضبط، بندقية رشاش بولندية الصنع (عيار 7.62 ملم) عثر عليها مدفونة في حفرة بعمق نصف متر داخل أرض مسورة بمنطقة برية تبعد مسافة كيلومتر عن المزرعة التي كان يختبئ فيها الجاني بمركز (العويند). وبإخضاعها للفحوص الفنية بمعامل الأدلة الجنائية, أثبتت النتائج أنها هي السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة من خلال تطابق العلامات المتخلفة عن الأظرف الفارغة والمقذوفات النارية مع بصمة البندقية. كما عثر في الحفرة نفسها على سلاح آلي آخر مع (7) سبعة مخازن ذخيرة، و(166) مئة وستة وستون طلقة حية، ومبلغ مالي وقدرة 4898 ريالا سعوديا”.
إحباط عملية إرهابية عبر ثلاث سيارات مفخخة
وأشار التركي إلى أنه تم أيضاً ضبط “7 سيارات 3 ثلاث منها كانت في مراحل التشريك, بالإضافة إلى مادة يشتبه في أنها من المواد المتفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض التشريك, مع مبلغ مالي مقداره (4500)، وثلاثة أجهزة هاتف خلوي، أحدها أُخفي داخل إطار سيارة ترك على جانب الطريق المؤدي إلى محافظة (رماح)، أما الجهازان الآخران فدفنا بالقرب منه، وتبين من الفحص الفني لمحتويات الأجهزة الثلاثة وجود رسائل نصية متبادلة بين منفذي الجريمة والعناصر الإرهابية في سوريا، تضمنت إحداها ما يفيد بتنفيذهما للعملية مع تسجيل لها بالصوت والصورة, ورسالة أخرى تأمرهما بالاختفاء والتواري عن الأنظار، وقد تطابقت هذه النتائج الفنية المتوفرة من فحص الأجهزة الهاتفية المضبوطة مع ما أدلى به الموقوف في إقراره”.
رصد مليون ريال لمن يدل على “برجس”
وأكد التركي أن الجهات الأمنية تمكنت من تحديد من يُدعى “برجس”، الذي أخفى هويته عن شريكه المذكور باستخدامه اسماً مستعاراً، وتعمده الحديث بلهجة مغاربية إمعاناً منه في التضليل, وتبين أنه المواطن نواف بن شريف بن سمير العنزي، وهو من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية، ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك, فإنها تدعو المطلوب/ نواف بن شريف سمير العنزي للرجوع إلى الحق وتسليم نفسه، وتهيب بكافة المواطنين والمقيمين ممن تتوفر لديهم أي معلومات عنه بالاتصال فوراً على الهاتف رقم (990) والإبلاغ عنه، وقد تم تخصيص مكافأة مالية مقدارها (1.000.000) مليون ريال سعودي لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه، وتحذر في الوقت ذاته كل من يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة أو يخفي معلومات تدل عليه بأنه سوف يتحمل المسؤولية الجنائية كاملةً، فضلاً عن المسؤولية الدينية (لعن الله من أوى محدثاً)”.