قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن استئناف الضربات الجوية التي يشنها التحالف، الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، يعكس صعوبة إيجاد حل سياسي للأزمة، كما أظهر التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تعتمد بشكل متزايد على حلفائها في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفير السعودي لدى واشنطن لم يشر أمس، خلال المؤتمر الصحفي، إلى وجود ضغوط دولية، ومن بينها ضغوط من الإدارة الأمريكية لوقف الضربات الجوية السعودية في اليمن، والتي تحدثت منظمات إغاثية وطبية عن تسببها في مقتل المئات من المدنيين، وكذلك الضغط من أجل رفع الحظر المفروض على الغذاء والوقود والمياه والأدوية، الذي يساهم في تصاعد الكارثة الإنسانية باليمن.
وأضافت أن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط أكدوا بشكل خاص، على أن الضغط الدولي كان لاعبًا واضحًا في الحسابات السعودية.
وتحدثت الصحيفة عن أن مسؤولين أمريكيين كبار تحدثوا إلى مسؤولين سعوديين بارزين خلال الأيام الأخيرة، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، من أجل تقديم النصيحة حول كيفية تنفيذ عملية عسكرية خاصة، بعدما بدأت تظهر نتائج “عاصفة الحزم”، والتي كشفت عن بداية تقويض الأهداف السياسية الكبرى للعملية.
وذكرت الصحيفة أن نتائج تلك المشاورات أن السعودية أعادت صياغة حملتها الجوية، عبر إلقاء اللوم على الحوثيين، متهمة إياهم بأنهم وراء أي هجمات جوية جديدة، وهو الأمر الذي تسبب في تأجيل اتفاق إنهاء القتال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية سعت بشكل متزايد للعمل مع حلفائها في عمليات مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا والشرق الأوسط، بدلًا من إنزال قوات أمريكية كبيرة على الأرض لمواجهة الأزمات، إلا أن استمرار تنفيذ السعودية لضرباتها الجوية يظهر محدودية تلك الإستراتيجية الأمريكية.
ونقلت عن “جريجوري جاوس” المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة تكساس الأمريكية، أنه طالما أن عملاءك لديهم قدرات عسكرية شبه مستقلة، فإنك بالتالي تفقد بعض السيطرة عليهم.