قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: إن السعودية شنت هجمات جوية جديدة ضد أهداف تابعة للمتمردين الحوثيين، في ظل تنامي المخاوف الأمريكية بشأن الحرب اليمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تخشى من أن العملية العسكرية المستمرة منذ 4 أسابيع، تجاوزت الفائدة العسكرية، وأصبحت لها نتائج عكسية بالنسبة للتسوية السياسية.
وأضافت أن التقارير تتحدث عن قصف سعودي عنيف على مواقع المتمردين الحوثيين في محافظة تعز اليمنية، في وقت أعلن فيه السفير السعودي لدى واشنطن عن أن المملكة ستتخذ خطوات لوقف قوات المتمردين، الذين يتحركون باتجاه ميناء عدن من 3 اتجاهات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفض الإفصاح عن هويته، أن الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي للحملة الجوية التي تقودها السعودية، إلا أن العملية تصل إلى نقطة تتقلص فيها نتائجها، وفي بعض الحالات نتائجها تأتي سلبية، خاصة ما يتعلق بالتأثير الإنساني.
وذكرت الصحيفة أن تلك الرسالة أرسلت مرارًا إلى الرياض، عبر محادثات بين مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وبين دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين سعوديين خلال الأسبوع الماضي، وأبلغت الإدارة الأمريكية الاثنين الماضي، أن الحملة ستنتهي في غضون 24 إلى 48 ساعة.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أنه في ظل عدم وجود قوة برية تسيطر على الأرض من الحوثيين وحلفائهم، فإن الأهداف الثابتة المطلوب قصفها بدأت تنفد لدى السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي ثان، أنه بينما كان من المهم في البداية للسعودية استهداف الأسلحة الهجومية للحوثيين، التي بإمكانهم استخدامها، فإن الإدارة الأمريكية تعتقد الآن أن العملية وصلت إلى نهاية فعاليتها.
وتحدثت الصحيفة عن زيادة الخسائر في صفوف المدنيين باليمن، وسط نقص حاد في مخزون الغذاء والمياه والوقود، فضلًا عن انهيار البنية التحتية للنقل والصحة، في وقت يتزايد فيه القلق الأمريكي من أن الحملة الجوية ضد الحوثيين تضر بجهود استهداف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وذكرت الصحيفة أن الدعم الأمريكي للسعودية هدفه طمأنة السعودية، بأن المفاوضات النووية مع إيران لن تؤدي إلى تغير التحالفات الأمريكية في المنطقة، وفي نفس الوقت يشارك بعض الشركاء الإقليميين الولايات المتحدة في المخاوف من أن الصراع اليمني قد يتصاعد، ليصل إلى صراع طائفي أشبه بما يحدث في سوريا والعراق.
وكشفت الصحيفة عن أن عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تبدو غير مرجحة بشكل كبير في ظل استمرار اشتعال القتال.
ونقلت عن وضاح الدبيش أحد المقاتلين المناهضين للحوثيين في عدن، أن الاشتباكات مستمرة في المدينة المحاصرة، حيث عبر هو ومقاتلون آخرون عن استيائهم من قرار “هادي” الهروب إلى السعودية.
وأضاف “وضاح” أن هادي من الأفضل ألا يحلم بالعودة إلى عدن، مشيرًا إلى أن المقاتلين في المدينة سيستمرون في القتال حتى طرد الحوثيين أو قتلهم.