عانت المملكة السعودية من بطء وضعف في شبكات الإنترنت، وقادت شكاوى العملاء إلى الكشف عن تعرُّض شركات الاتصالات بالمملكة لعملية اختراق فريدة وشديدة الخطورة قبل نحو أسبوعين، وفق ما نشرته صحيف “سبق” السعودية، بسبب استخدام تلك الشركات لأحد أجهزة الراوتر الخاصة بشركة “Cisco” العالمية.
ووفقًا لمصادر نقلت عنها الصحيفة، فإنه عقب تلقي سيل الشكاوى حدث استنفار في عدد من الجهات ذات الاختصاص، فبدأت بإجراء عمليات تحقيق موسعة لمعرفة مسببات الاختراق وكيفية حدوثه، وإلى أية مرحلة وصل.
وقالت الصحيفة: إنها حصلت على وثيقة أمنية بمسمى “تقرير حادثة” صادر من إحدى تلك الجهات بتاريخ 13 إبريل الجاري، “تحتفظ بنسخة منه”، مضيفة أنه يؤكد فعليًّا حدوث هذا الاختراق، كما أنه يوضّح مسبباته ومدى خطورته.
وقالت: إن التقرير تضمّن تأكيدًا من معدّيه أنهم ينتظرون من شركة “Cisco” التعليق على الحادثة والعمل على توفير حل سريع للمشكلة.
وقالت المصادر ذاتها: إن اختراق أجهزة الراوتر حدث أيضًا لأكثر من 5000 جهاز حول العالم، ومن ضمنها أجهزة موجودة في عدة دول خليجية.
ومن جانبه، فقد علّق الباحث والمختص في أمن المعلومات الدكتور ياسر العصيفير لـ”سبق” على الحادثة قائلًا بأن اختراق جهاز الراوتر يعني اختراق الشبكة ككل، وتكون تحت تحكم وإدارة الشخص المخترق.
وذكر أن الاختراق الذي حدث لمزودي خدمة الإنترنت بالمملكة كان قد استهدف أجهزة الراوتر التابعة لشركة سيسكو، لتصاب بالشلل التام للشبكات، مما تأثرت به العديد من الشركات والمستخدمين للإنترنت إما ببطء أو توقّف.
وأضاف: الأمر قد يتعدى موضوع الإنترنت إلى معلومات المستخدمين ليتم اختراقها بالكامل من قبل المخترق، باختراق الراوترات والشبكات، فهو يستطيع التحكم الكامل بجميع الشبكة والتنصت وسرقة كل قواعد البيانات والملفات.
وأكد “العصيفير” أن الحرب الإلكترونية هي الخطر الحقيقي حاليًا الذي يواجه كل الدول في المقام الأول، ثم الشركات العملاقة وخاصة الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، الذين يعتبرون الواجهة الأساسية للمستخدمين والشركات والحكومات.