قال موقع” ميدل نيوز” إن شبيحة الرئيس السوري بشار الأسد بدءوا التمرد عليه خاصة في مدينة حلب، ما دفع النظام إلى اعتقال عدد منهم. فبعد أن فقد الأسد إدلب يركز قواته حاليا في حلب وحماة، وهناك تدور مواجهات عنيفة بين قوات النظام بما فيها الشبيحة وعناصر المعارضة.
وأوضح الموقع أن قوات الأسد اعتقلت مؤخرا أكثر من 15 من عناصر الشبيحة التي تنفذ المهام القذرة للأسد، وذلك بعد أن رفضوا القتال في عدد من جبهات مدينة حلب ضد قوات المعارضة، بدعوى أن المعارك تدور في المنطقة منذ فترة طويلة دون إحراز أي تقدم.
ومنذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد عام 2011 يتمركز الشبيحة في حلب، لقمع التظاهرات، واعتقال الناشطين المعارضين للنظام. وتنحصر مهمتهم حاليا في إقامة الحواجز الأمنية والقتال داخل المدينة، التي يسيطر النظام على غربها، فيما يقع الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المعارضة.
”ميدل نيوز” علق قائلا:” أدرك الشبيحة في النهاية أنهم ليسوا سوى وقود لاستمرار تواجد النظام في مناطق سيطرته بالمدينة، وقرروا التمرد ضده”.
وحلب هي أكبر المدن السورية وتقع شمال غرب البلاد. وغير بعيد منها تقع مدينة إدلب، التي خسرها النظام السوري مؤخرا لصالح قوات المعارضة، ومن بينها جبهة النصرة.
ويخشى النظام الآن أن يفقد أيضا مدينة حماة، التي تقع على مسافة قريبة من حلب، لذلك أرسل تعزيزات إليها وفرض قيودا على الدخول و الخروج منها. وحذر النظام عناصره في المدينة من إمكانية تسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) كما أرسل تعزيزات إضافية لحلب.
الخسائر التي يمنى بها الجيش السوري في شمال البلاد، ترافقها خسائر أخرى في الجنوب، فبحسب التقارير غادرت قوات إيرانية الجبهة السورية الجنوبية أي محافظات درعا والقنيطرة، ما دفع المعارضة لاستغلال ذلك والسيطرة على عدد من القرى الرئيسية. لكن الجيش السوري عاد وأعلن تمكنه من احتلال عدد من القرى بمحافظة درعا، القريبة من الحدود الأردنية، وهو ما يعني قطع إمدادات السلاح التي تأتي من الأردن للثوار المسلحين.
ويرى الموقع الإسرائيلي أن سوريا وبعد 4 سنوات من اندلاع الثورة باتت مقسمة بين 5 مجموعات مسلحة، حيث تسيطر قوات النظام وحلفاؤه على العاصمة دمشق ومدينة حماة وحمص، وكذلك القطاع الساحلي السوري، حيث مدينة اللاذقية، بينما تسيطر المعارضة السورية المعتدلة، بما فيها الجيش الحر على مناطق محدودة جنوب سوريا وعلى الحدود مع إسرائيل، ولديها حضور قوي حول مدينة حلب في الشمال، حيث تدور معارك عنيفة ضد جيش النظام.
وتسيطر الدولة الإسلامية على شمال شرق سوريا، وتحديدا على مدينة الرقة، ودير الزور، والحسكة، وعلى مساحة كبيرة من الحدود الشرقية مع العراق. وخسر التنظيم خلال الفترة الأخيرة سيطرته على مدينة كوباني الكردية الواقعة إلى الشمال، بالقرب من الحدود التركية، لتحل محله قوات كردية تفرض سيطرتها على المناطق الشمالية من سوريا، على طول الحدود التركية.
أما جبهة النصرة فلا تتمركز في مكان واحد، وليست لديها قيادة موحدة. وتسيطر على مناطق مختلفة، بما فيها محافظة القنيطرة الجنوبية، والآن أيضا مدينة إدلب.