أثار ظهور الشيخ “زهران علوش” في تركيا يوم السبت الماضي، عاصفة كبيرة من الجدل، فلم تفاجئ زيارة قائد جيش الإسلام “زهران علوش” لمدينة اسطنبول التركية، وسائل الإعلام السورية والعربية فقط، بل تسببت في صدمة لمؤيدي النظام السوري، خاصة بعد انتشار صور جمعت بين علوش وعلماء سوريين، كان النظام قد أجبرهم على ترك سوريا.
في حين سرى خبر وصول “علوش”، -الرجل المقرب من المملكة العربية السعودية والمحسوب عليها-، لتركيا كما تسري النار في الهشيم، الأمر الذي أثار عدة أقاويل تُرجّح قرب انتقال التوافق (السعودي ــ التركي) من مرحلة الاتفاق على الأهداف، إلى التوافق على الأدوات والآليات والخطوات من أجل التدخل لإنهاء الأزمة السورية.
وهذا ما ألمح له الإعلامي السعودي “جمال خاشقجي” في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر”، حين قال أن زيارة الشيخ زهران جاءت لفك العقدة الأخيرة في التعاون التركي السعودي القطري في سوريا:
وبسبب هذه الزيارة المفاجئة لتركيا، عاد “علوش” لتوسط المشهد من جديد، فقائد “جيش الإسلام”، كان قد سبق وأثار حوله عاصفة من الجدل منذ ظهوره على مسرح الأحداث في “دوما” في الغوطة الشرقية بدمشق، بسبب تحوّله بين ليلة وضحاها من شخص يتجنبه الجميع إلى قائد القيادة الموحدة للغوطة الشرقية، لتعود الشائعات التي أُثيرت من قبل عن ارتباطه بالمخابرات السورية، للظهور بقوة في اليومين السابقين، حيث كان التساؤل المُلّح المطروح بقوة: كيف خرج “علوش” من الغوطة المحاصرة؟! وهل مرّ عبر مناطق يسيطر عليها النظام السوريّ أم عبر مناطق تقع تحت سيطرة داعش؟! ومن منهما من سهّل خروجه إلى تركيا؟!
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة “علوش” لتركيا جاءت بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق عملية «عاصفة الحزم» ومطالبة العديد من الفصائل المسلحة في سوريا أن تمتد عمليات «العاصفة» إلى بلادهم لتساعدهم في إسقاط النظام السوري، معتمدين في ذلك على التقارب السعودي-التركي الأخير، كما أن هذه الزيارة تأتي في ظل حملة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها «جبهة النصرة» من أجل فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة». وكان آخر تجليات هذه الحملة صدور بيانات جماعية من أهم فصائل جنوب سوريا ترفض فيه التعاون العسكري مع «النصرة» وتتبرأ من «الفكر التكفيري» الذي تتبناه. كما تزامنت الزيارة مع العديد من التطورات التي شهدتها الساحة السورية مؤخراً، وامتدت من الشمال إلى الجنوب، مثل التصعيد غير المسبوق في العلاقة بين «جيش الإسلام» من جهة و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» من جهة ثانية، وخاصة في مخيم اليرموك على خلفية اقتحام «داعش» له، أو في الغوطة الشرقية التي وصل الأمر فيها إلى تجريد الكتائب التابعة إلى «الأحرار» من سلاحهم الثقيل والمتوسط والخفيف، كما تزامنت الزيارة مع خبر مفاجئ يقول أن «الجبهة الشامية»، أو ما تبقى منها، قررت حلّ نفسها، بالرغم من أنه لم يمضِ على تأسيسها سوى ثلاثة أشهر.
يشار إلى أنه بالتزامن مع هذه الزيارة، كان «المجلس العسكري في دمشق»، يعقد مؤتمراً صحافياً في مدينة دوما، رافعاً «علم الثورة»، وذلك للمرة الأولى منذ حوالي سنتين.
وكان رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش قد أدلى بتصريحات صحفية من أجل التعليق على هذه الزيارة والأهداف المرجوة منها، قائلا أن: «الزيارة تأتي بصدد توحيد جهود الثوار على الأرض السورية كافة، وليس فقط في ريف دمشق».
عن: تسنيم فهيد – التقرير