قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي إنه لا يرى بأسا في أن نختلف حول الحجاب، فمن شاء أن يتّبع المدافعين عن الحجاب وفي مقدمتهم عدد من رجال الأزهر، ومن شاء أن يتّبع قاسم أمين وأحمد لطفي السيد وهدى شعراوي وسيزا نبوي ودرية شفيق وغيرهم وغيرهنّ ممن دعوا للسفور، وجعلوه تعبيرا عن تحرر المرأة.
وأضاف حجازي في مقاله بالأهرام اليوم “الحجاب.. المعلوم والمجهول” أنه إذا كان د. سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق قد دافع عن الحجاب، واعتبره فريضة دينية ، فقد رأينا شيخا آخر للأزهر سبق طنطاوي وهو الشيخ عبد الرحمن تاج يقف ومعه زوجته وابنته دون حجاب في صورتين التقطتا لهم وإلى جانبهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف حجازي أن الحجاب لم يعد يؤدي الدور الذي كان يؤديه في العصور الماضية، مشيرا الى أن الحجاب ربما يؤدي دور معاكسا الآن، لأنه يذكّر المرأة بما كانت عليه جدتها فتتقمص شخصيتها، وتسلك سلوكها ، ويذكّر الرجل بما كان عليه جده، فيتعامل مع المرأة، وكأنها محض جسد مثير لا يحول بينه وبينه إلا هذا الحجاب الشفاف الذي يضاعف الإثارة ولا يمنعها.
وذكّر حجازي في مقاله بقصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم التي وصف فيها مشاركة المرأة – بوجه سافر – في المظاهرات التي نادت بالاستقلال التام أو الموت الزؤام ، جاء فيها :
خرج الغواني يحتججن ورحت أراقب جمعهنّه
فإذا بهنّ تخذن من سود الثياب شعارهنّه
فطلعن مثل كواكب يسطعن في وسط الدجنّة
وأخذن يجتزن الطريق ودار ” سعد ” قفصدهنّه
يمشين في كنف الوقار وقد أبنّ شعورهنّه
وعلق حجازي عن آية الحجاب قائلا: “الحجاب المذكور في قوله تعالى ” وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب” هو
هنا ما يكون من جدار أو ستار يحجب نساء صاحب البيت عن ضيوفه الأغراب، والآية تتعلق بنساء النبي صلى الله عليه وسلم بالذات ” .
واختتم حجازي مقاله مشيرا الى أنه كما أيقظت ثورة 1919 المرأة المصرية، وحررتها من الحجاب، فإن ثورتي يناير ويونيو
أيقظتا المرأة المصرية، وطرحتا علينا مسألة الحجاب لنناقشها من جديد .