يتناقض الموقف الإماراتي بين ما هو معلن وما هو يدبر في الخفاء، ففي الوقت الذي تشارك فيه الإمارات في “عاصفة الحزم”، التي تقودها المملكة السعودية ضد جماعة الحوثي “الشيعية المسلحة”، والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، تقدم الإمارات مزيدًا من الدعم المبطن وغير المعلن للحوثيين وصالح ونجله، وذلك ضمن مسيرتها في التآمر على دول الربيع العربي.
ويشير مراقبون إلى أن الإمارات كانت تهدف لتطبيق مخطط لتكرار السيناريو المصري في اليمن، وأن محمد بن زايد، هو المسؤول المباشر عن تنفيذ المخطط، يساعده مستشاره الأمني القيادي الفلسطيني المطرود من حركة فتح محمد دحلان، إضافة إلى قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، المقرب من دوائر صنع القرار في أبو ظبي.
خلفان يواصل مخطط التقسيم
وخرج “خلفان” قبل يومين سائرًا في تنفيذ المخطط الذي يهدف إلى تقسيم اليمن، ودعا إلى انفصال شمال اليمن عن جنوبه، في إشارة ذات دلالة إلى السياسة الإماراتية تجاه الأزمة اليمنية، قائلًا إن: “اتحاد اليمنيين سحق الشمال والجنوب”، مضيفًا: “الوحدة بالقناعة وليست بالإكراه”، وفق قوله.
وكان “خلفان” قد تحدث سابقًا ضد اليمنيين عبر موقع التواصل “تويتر”، عندما قال: “قطيع من الأغنام حقنهم مرشد الإخوان المسلمين بالغلط”، داعيًا دول الخليج لعدم التبرع لليمن، وهو ما أغضب اليمنيين الذين شنوا عليه هجومًا عنيفًا.
وكانت تسريبات ظهرت العام الماضي، ذكرت أن عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، اتصل شخصيًا بـ” أحمد علي عبد الله صالح” نجل الرئيس اليمني المخلوع، وبلغه عبر الهاتف استعداد الإمارات لدعم ترشيحه للرئاسة في 2014، وأن الإمارات ستقدم المليارات لدعم ترشيحه.
وهناك كثير من الدلائل تؤكد تورط الإمارات في مخطط إسقاط الثورة اليمنية، تمامًا كما حدث في مصر، ويجري التنسيق له في ليبيا حالياً، فعدة اتصالات تمت مع نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، وما زالت تجري حتى اليوم.
زايد يسعى لتأمين صالح وأمواله
ومن جانبه كشف المغرد السعودي “مجتهد” المعروف بنقله معلومات حساسة وذات درجة عالية من المصداقية، عن أن زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الأخيرة للسعودية كانت لتأمين خروج علي صالح، وحصانة أمواله في الإمارات (60 مليار دولار) من القرار الدولي.
وأضاف “مجتهد” في تغريدات له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن الاستقبال السعودي لمحمد بن زايد كان فاترًا، فضلًا عن انه منع من مقابلة الملك سلمان بن عبد العزيز، ولم يحصل على أي موافقة على طلبه.
الإمارات تدعم الحوثي وتقصفهم
كشف مصدر دبلوماسي يمني مقيم في الرياض، عن معلومات مفادها أن دولة الإمارات تدعم الحوثيين وحليفهم، قائلاً: “إن صالح ذاته كان يهذي مؤخراً (قبل أيام) وهو تحت تأثير الكحول، ويقول: إن “الإمارات تدعمنا وتقصفنا في آن واحد.. كيف هذا؟”- بحسب موقع أسرار عربية.
وبحسب المصدر الدبلوماسي اليمني، فإن اعتراف صالح جاء خلال جلسة خاصة مؤخرًا، كان الرجل خلالها ثملاً ويهذي، بسبب مخاوفه من الحرب التي تهدد حياته ومستقبله السياسي بالكامل، مشيراً إلى أنه غادر اليمن هارباً إلى السعودية في أعقاب تلك الجلسة مباشرة، بعد أن تأكد بأن صالح والحوثيين يلعبون بالبلاد والعباد في اليمن.
وفي سياق متصل، قال الباحث الأمريكي أحمد نيفيز: إن دولة الإمارات العربية المتحدة دعمت مليشيات الحوثي في اليمن بمبلغ مليار دولار، وذلك عن طريق نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وذكر الكاتب في مقال نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، نقلًا عن مصدر مقرب من الرئيس عبد ربه هادي منصور، أن الإمارات لعبت دورًا رئيسًا في تقدم أنصار الحوثي في اليمن.
وأشار نيفيز أيضاً إلى وجود أدلة تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإعطاء الحوثيين الضوء الأخضر لشن هجومهم على الرئيس عبد ربه منصور في سبتمبر الماضي.
كما نقل الصحفي الاستقصائي، عن مصادره التي وصفها بالمقربة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، قولها: “إن الأميركيين كانوا على علم بلقاء تم في روما بين مسؤولين إيرانيين ونجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، للتأكد من أن الوحدات الحكومية الموالية لصالح لن تعارض تقدم مليشيات الحوثيين”.
حلقة الوصل بين إيران وصالح والحوثي
وكان موقع “يمن فويس” قد نشر معلومات تفيد بأن صالح ونجله قاما بالتنسيق مع الإيرانيين بشكل متواصل، ومع الحوثيين، وأن مسؤولين إماراتيين “شكلوا حلقة وصل بين الأطراف الثلاثة، صالح والحوثي وإيران من خلال زيارات متبادلة بين مسؤولين إماراتيين وقيادات حوثيه وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه (صالح) تمت في صنعاء وأبوظبي، وكان الهدف منها إسقاط الدولة بيد علي عبد الله صالح والحوثيين، بعدما قدمت الإمارات تمويلات ضخمه تقدر بملايين الدولارات”.
ووفقاً للموقع، فقد رأى مراقبون أن الإمارات حاولت مهاجمة الحوثيين في وسائل إعلامها، لإقناع دول مجلس التعاون الخليجي بأنه ليس لها دور فيما جرى مؤخرًا، غير أن جميع الدلائل تشير إلى استمرارها في مخطط إسقاط الدولة اليمنية، وأن الاتصالات مازالت تجري مع نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والحوثيين حتى الآن.
الإمارات ملجأ المناهضين لثورات الربيع
وتقف الإمارات موقفًا معاديًا للربيع العربي، حيث تآمرت على كل ما من شأنه أن يحيي ثورة تكون أيقونة لبلد ديمقراطي، فقد فتحت أبوابها وسخرت طيرانها وفنادقها لاستضافة الهاربين من دول الربيع العربي، لتكون ملجأ لرموز الأنظمة التي أطاحت بهم الثورات، بداية من أحمد شفيق احد المرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة، التي فاز بها الرئيس الشرعي محمد مرسي، مرورًا بدحلان وأسرة بشار وغيرهم من أنصار وأقارب القذافي، والمخلوع صالح، وغيرهم.
وكشف تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية في أغسطس الماضي، أسماء ليبية من نظام القذافي تقيم على أراضي الإمارات، منها محمود جبريل وزير التخطيط في عهد القذافي، وأيضًا عبد المجيد مليقطة أحد الرموز المهمة في تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل، كما يوجد في الإمارات اثنان من رموز أجهزة الأمن التونسية المتورطين في عمليات قمع المظاهرات، زارا دولة الإمارات وأمضيا مدة طويلة في ضيافة كل من ضاحي خلفان مدير شرطة دبي، ومحمد دحلان القيادي الفلسطيني المتهم بالفساد.
وقد نقل إلى الإمارات مع أسرته وزير الدفاع اليمني السابق محمد ناصر أحمد، وبعد ثورة 25 يناير المصرية نقلت صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية، أن 19 طائرة نقلت أعضاء مهمين من نظام حسني مبارك وعائلاتهم إلى مطار دبي بالإمارات العربية المتحدة، يوم 29 من يناير 2011.
ومن ليبيا، يعد اللواء خليفة حفتر أبرز من زاروا الإمارات وتلقوا الدعم من حكامها، وبعد الثورة السورية قام الأسد بتهريب والدته أنيسة مخلوف إلى دبي، في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية، ومع ابنتها الكبرى بشري.
هذا فضلا عن الدعم المالي الذي تقدمه الإمارات لإجهاض ثورات الربيع العربي، حيث تؤكد الدلائل تورط الإمارات في مخطط إسقاط الثورة اليمنية، تمامًا كما حدث في مصر ويجري التنسيق له في ليبيا الآن، فعدة اتصالات تمت مع نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، وما زالت تجري حتى الآن.
شؤون خليجية