قالت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر رفيعة داخل ديوان ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بأن نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح (أحمد) لا يزال يقيم في دولة الإمارات، ويحظى بدعمها وتأييدها، رغم إعلان المسؤولين الإماراتيين مشاركتهم في الحملة السعودية ضد الرئيس المخلوع وجماعة الحوثيين والقرار الأخير للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القاضي بأقالة ابن سلفه من منصب سفير البلاد لدى الإمارات.
وقالت المصادر إن محمد بن زايد “لا يزال يراهن على نجل المخلوع ويصر على استضافته في أبو ظبي ويتجاهل مطالبات سعودية بطرده من العاصمة الإماراتية”.
وأضافت أن “الادعاءات الإماراتية بتجميد أموال أحمد محض كذب، وأن الأخير لا يزال حتى الآن يحافظ على أرصتده المالية ويحظى بكامل الرعاية والحفاوة الإماراتية”.
وأكدت تقارير بأن “كل المعلومات الواردة من داخل صنع القرار الإماراتي، تؤكد أن محمد بن زايد يدفع باتجاه ترشيح نجل المخلوع رئيسا لليمن”.
وكان ناشطون يمنيون نشروا أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لملصقات دعائية تطالب بانتخاب أحمد رئيسا.
وقالوا إن عديد هذه الملصقات وجدت في المقرات العسكرية الحكومية، التي سيطرت عليها مؤخرا اللجان الشعبية.
ومن الجدير بالذكر أن أحمد علي صالح ووالده يتمتعان بنفوذ كبير على وحدات الجيش التي تقاتل الى جانب جماعة الحوثيين، وتستهدفها ضربات جوية ينفذها تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ أسابيع.
وكانت معلومات مؤكدة قد اشارت قبل أيام إلى تدهور العلاقات بين السعودية والإمارات، رغم أن الأخيرة تساهم بثاني أكبر أسطول من الطائرات في الحملة الجوية ضد علي صالح وجماعة الحوثيين.
ولفتت المعلومات إلى أن الدفء والعناية الملكية التي حظي بهما أمير قطر، الذي زار الرياض مؤخرا، حصل مقابلهما برود شديد تجاه محمد بن زايد الذي انتظر 10 أيام قبل أن يعطى الإذن بزيارة العاصمة السعودية.
وتبدو الإمارات قلقة من لجوء السعودية إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، باعتبارها أهم كيان سياسي في البلاد.
ويبدو أن الملك سلمان ليس في حالة مزاجية ترغبه في استرضاء الإماراتيين، لأنه يعرف معرفة يقينية مدى ارتباطاتهم بعلي صالح وبابنه أحمد، ولذلك تساور الإماراتيون أحاسيس بأن عملية اليمن أكثر من مجرد رد فعل على خطة فشلت وفسدت.
وتشي الأنباء الواردة من أبو ظبي بأن محمد بن زايد بات يتوجس من عواقب النجاح السعودي في اليمن، والمتمثلة بادئ ذي بدء في حدوث تغير بالحلف الإستراتيجي وما قد ينجم عنه دخول المملكة العربية السعودية مع تركيا في تحالف من نوع جديد.