جاء هجوم الرئيس السوري بشار الأسد، على كل من السعودية وتركيا وقطر، في تصريحات لصحيفة سويدية، ليعيد التساؤل حول أزمة سوريا وتعقيداتها، وكيفية حلها، في ظل الحديث عن تشكيل تحالف جديد سعودي تركي قطري مدعوم دولياً وإقليمياً لإزاحة بشار من سدة الحكم وحل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس .
الأسد يتهم الدول الثلاث بدعم الإرهاب
وقال الرئيس السوري في حديثه لصحيفة “إكسبرسن” السويدية، إن السعودية دعمت الإرهابية في أفغانستان وباكستان والجزائر في الماضي، والآن تدعمهم في سوريا وليبيا واليمن، مشيرا إلى أن التراث السعودي يتلخص في قطع الرؤوس.
وحذر الأسد، المملكة من تدمير نفسها باستخدامها الخطاب التقسيمي الطائفي، موضحا أن السياسة السعودية سترتد عليها وتدمرها، نافيا في الوقت نفسه أي سيطرة لإيران على سوريا، قائلا: “عندما تقدم إيران الدعم فإن هذا لا يعني أنها تسيطر على الشعب السوري”.
واتهم رئيس سوريا، الذي تسلم منصبه قبل أكثر من 15 عامًا، أن الأحداث الأخيرة في مخيم اليرموك في سوريا، أثبتت أن جزءا من حماس يدعم جبهة النصرة، مبينا أن هذا هو السبب الذي دعا قيادة حماس التي تقيم في قطر إلى تقديم الدعم لجبهة النصرة ومقاتلي حماس في اليرموك بعد الهجوم الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.
ودعا الرئيس الأسد، إلى وقف التدخل في سوريا، وخاصة وقف تدفق من سماهم الإرهابيين القادمين من تركيا وبدعم من كل من السعودية وقطر، وبمساعدة أردوغان – الرئيس التركي- نفسه، مؤكدا أنه لو توقف منح مظلة للإرهابيين، حسب قوله، فإن المشكلة في سوريا ستحل خلال بضعة شهور.
السعودية وتركيا والتحالف ضد الأسد
وكان مصدر في الرئاسة التركية، قد أكد في تصريحات خاصة لـ “شؤون خليجية”، أنه ليس هناك عاصفة حزم سعودية تركية في سوريا، على خلفية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة في اليمن، وتدعمها تركيا سياسيا، حيث أشار المصدر أن هناك تنسيق كبير بين البلدين حول الملف السوري.
وأوضحت عدة تقارير أن السعودية في عهدها الجديد منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد وجهت أنظارها نحو تركيا لتكوين تحالف معها كمقدمة لتحالف سني واسع في المنطقة لمواجهة مخاطر التمدد الإيراني، الذي يتوسع شيئا فشيئا، بحسب التقارير.
ويدلل المحللون السياسيون، على تنامي هذا التحالف وارتباطه بالملفين السوري والإيراني تحديدًا، إلى كثافة الزيارات المتبادلة بين الطرفين، حيث زار الرئيس التركي السعودية مرتين خلال الأربعة شهور التي انقضت منذ تولي الملك سلمان الحكم، فيما زار الأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي، أنقرة عشية زيارة الرئيس أردوغان لإيران في زيارة جاءت خاطفة وسريعة وغير مدرجة على جدول الأعمال.
واعتبر المراقبون أن زيارة بن نايف لأردوغان كان تحمل عدة أوجه، فمن ناحية كانت تحمل رسالة لإيران فيما يخص عملية عاصفة الحزم، ومطالبتها بالضغط على الحوثيين للتراجع في اليمن، ومن جهة أخرى كانت تناقش تطورات الوضع في سوريا تحديدًا، خاصة مع الأنباء عن عقد صفقة عسكرية بين تركيا والسعودية خلال لقاء الأمير نايف بالرئيس أردوغان.
السعودية تدعم المقاتلين السوريين وتركيا تدربهم
وعزت تقارير التقدم الذي أحرزه المقاتلون السوريون “المعارضة” مؤخرًا في عدة جبهات، وتحريرهم لمدينتي إدلب وبصرى الشام، جاء بدعم عسكري سعودي، كان عاملًا كبيرا في تمكن كتائب المعارضة السورية من تحرير المدينتين.
وأكد ذلك ما قاله أعضاء في الائتلاف السوري المعارض، الذين أكدوا أن السعودية قدمت خلال الشهور الماضية دعمًا عسكريًا لوجيستيًا كبيرًا للمقاتلين السوريين، مبينين أن هذا الدعم كان هو السبب الأكبر في التقدم الذي أحرزه المقاتلون السوريون في عدة جبهات منها إدلب وبصرى الشام.
من جهة أخرى، بدأت تركيا عملية تدريب المقاتلين السوريين المعتدلين، حسب تعبيرها، والذي جاء بعد اتفاق تركي أمريكي، على أن تستضيف تركيا عمليات التدريب، فيما تشرف الولايات المتحدة عليها، بهدف تحقيق تقدم على مستوى العمليات العسكرية في سوريا.
قطر تؤكد أنه لا حل إلا برحيل بشار
في أول زيارة رسمية لأمير دولة قطر الأمير تميم بن حمد للولايات المتحدة الأمريكية في نهاية فبراير الماضي، أكد أوباما أن هناك توافق تام مع الأمير تميم على مواجهة الإرهاب ووجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أوباما في تصريحات لوسائل الإعلام في وجود تميم : “كلانا قلق بشدة من الوضع في سوريا، وسنواصل دعمنا للمعارضة السورية المعتدلة هناك”، وتابع بقوله: “لازلنا نعتقد أنه ليس من الممكن أن يستقر البلد بالكامل حتى يرحل (رئيس النظام بشار) الأسد الذي فقد شرعيته في بلاده، كيف يمكننا أن نصل إلى تلك المرحلة، كما هو واضح إنه تحد كبير وقد تبادلنا آراء حول كيفية تحقيق ذلك”.
شؤون خليجية