صرح قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمدرضا بوردستان أن الجمهورية الإسلامية لاترغب في النزاع مع السعودية؛ داعياً الرياض إلى الكف عن قتال إخوانها في اليمن؛ وقال إنها تخوض بذلك حرب استنزاف؛ قد تعرضها لضربات قاضية.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإيرانية لبرنامج “من طهران” سوف يبث يوم غد الأحد دعا العميد بوردستان الجيش السعودي إلى الكف عن الحرب في اليمن؛ وأشار إلى سابقة السعودية في حروبها ضد اليمن لافتاً إلى أن اليمنيين تمكنوا في هذه الحروب من السيطرة على مختلف القواعد السعودية؛ وقال إن هذا يدل على أن الشعب اليمني شعب مقاتل ومقاوم وشجاع؛ داعياً السعودية للكف عن قتل إخوانها في اليمن.
* الجيش السعودي هش؛ لايطيق حرب استنزاف
وأضاف أن: الجيش السعودي يفتقر إلى التجارب الحربية ولذلك فهو جيش هش؛ وإن واجه حرب استنزاف يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية؛ وسوف يمنى بهزيمة قوية؛ لذلك على الرياض أن تترك خيار الحرب وتلجأ إلى الخيار السياسي وإلى المفاوضات.
وأكد بوردستان أن العدوان السعودي على اليمن قد وحد اليمنيين حول بعضهم البعض ما أعدهم لمواجهة المعتدين.. ولفت إلى أن هذا الانسجام يوفر الأرضية لتوجيه ضربات قوية إلى السعودية؛ مشيراً إلى أن اليمنيين استطاعوا وبفضل هذا الانسجام من صد القوات الموالية للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي والسيطرة على اليمن؛ وقال إن الخطوة التالية سوف تكون توجيه الضربات إلى السعودية؛ وقال: إن تقع انفجارات في السعودية عن طريق سقوط الصواريخ على الأرض فمن المؤكد أن تلافي ذلك سيكون صعباً جداً بالنسبة للمسؤولين السعوديين.
وأضاف: بناء على المشتريات العسكرية السابقة والإمكانيات التي يتمتع بها الجيش اليمني فبإمكانه توجيه ضربات قوية إلى السعودية.
* الضربات الجوية لن تؤثر؛ والحرب البرية تقرر المصير
ولفت إلى أن الضربات الجوية السعودية لن تؤثر كثيراً على اليمن وإن ما يقرر مصير الحرب إنما هي الحرب البرية “وكما يقول الاستراتيجيون إن الأرض هي التي تعين المنتصر”.
وحول قرار مجلس الأمن الأخير الذي يضع اليمن تحت البند السابع إشار بوردستان إلى أن: هذا القرار مجحف بحق اليمنيين؛ إذ أنه وبدل أن يحول دون اعتداء المعتدين؛ فهو يندد بالمظلومين؛ وللأسف فإن نظائر هذه القرارات قد صدرت كثيراً من قبل مجلس الأمن.
* لم نرسل تسليحات ومعدات قتالية إلى اليمن قط
وفي إشارة إلى مزاعم السعودية وبعض الدول العربية الأخرى التي تتهم إيران بأنها جزء من الأزمة اليمنية وأنها تزود اليمنيين بالسلاح قال قائد القوة البرية في الجيش الإيراني: هم ومن خلال رصدهم للطرق البحرية والبرية وسيطرتهم عليها يدركون أن هذه ليست سوى مزاعم كاذبة.
وأكد أن: الجمهورية الإسلامية لم ترسل إلى اليمن مساعدات تسليحية أو معدات قتالية قط؛ وتنصب جهودنا في إرسال المساعدات الطبية والأدوية؛ ونأمل أن تتوفر الأرضية لكي نمد الشعب اليمني المظلوم وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن منهم بالمساعدات الإنسانية.
وبشأن حضور الأسطول الإيراني في المنطقة واحتمال اشتباكه مع القوات السعودية في سواحل اليمن قال بوردستان: إن مهمة الأسطول الإيراني إنما هي في إطار مهامه السابقة؛ وهي مرافقة السفن والتصدي للإرهاب البحري؛ لذلك فمسير الأسطول الإيراني يمر من جانب اليمن ومضيق باب المندب.
* لانرغب في الاشتباك مع السعودية
وأشار العميد بوردستان إلى أن: الجمهورية الإسلامية لاترغب في الاشتباك مع السعودية إذ أنها بلد صديق وجار لنا؛ وإن المستشار العسكري في السفارة السعودية يقيم في إيران وتم توجيه الدعوة إليه للمشاركة في مراسم الاستعراض العسكري ليوم الجيش في إيران {الذي أقيم اليوم السبت الثامن عشر من أبريل}؛ نحن نرغب بأن تكون لنا علاقات مع السعودية؛ ولانرغب في أن تكون العلاقة بين البلدين دموية؛ ومادامت هناك طاولات للحوار يمكنها أن تحل المشاكل فلا حاجة لاستخدام السلاح والمعدات العسكرية.
* استدراج دول المنطقة إلى الحروب الأميركية بالنيابة
ولفت إلى أن: الأميركان ومن أجل الحؤول دون تكوين قطب للقوة في المنطقة فعلوا الكثير؛ ومنها أنهم افتعلوا حادثة 11 سبتمبر واستغلوها كذريعة للدخول إلى منطقة غرب آسيا من أجل السيطرة على الأوضاع فيها؛ لكنهم وبعد أن منوا بهزائم كبيرة وضربات موجعة غيروا استراتيجيتهم؛ ونراهم اليوم يقومون بإشعال الحروب بالنيابة؛ وعلى سبيل المثال إن داعش يقوم بتلك الجرائم في العراق نيابة عن أميركا؛ وجبهة النصرة تقوم بها في سوريا بالنيابة عن الكيان الصهيوني وأميركا؛ كما أن بوكوحرام تقوم بها في نيجيريا بالنيابة.
وأضاف أن: هذه الجرائم إنما هي نتيجة الاستراتيجية الأميركية؛ وللأسف إن بعض دول المنطقة عن علم أو من دونه تم استدراجها إلى الاستراتيجية الأميركية هذه وباتوا يساعدون على تنفيذ هذه الاستراتيجية.
* هزائم داعش بدأت بعد فتاوى علماء السنة والشيعة
وقال إن هزائم داعش بدأت منذ أن أفتى علماء السنة والشيعة بالتصدي لهذه المجموعة الإرهابية؛ ما أدى إلى توافد الحشود الشعبية الكبيرة ووقوفها بوجه داعش؛ ماجعل داعش تتراجع يوماً بعد يوم.
وأكد أن العلماء بفتاواهم وفروا الأرضية لهزيمة داعش؛ وأضاف: كما وكانت للاستشارات مع إيران أثرها في هذا المجال؛ نحن كنا راغبين في إعطاء المشورة اللازمة لإخواننا في العراق من دون أن نتدخل في عملهم العسكري أو أن نزودهم بالسلاح أو نمدهم بقوات؛ وقد قدمنا الاستشارات العسكرية اللازمة لهم.
وجدد بوردستان تأكيده على أن: جماعة داعش مازالت تشكل تهديداً للمنطقة؛ حيث أنها باتت تثبت لنفسها موطىء أقدام في أفغانستان وباكستان؛ لذلك نعتبرها تهديداً لنا دوماً؛ ونضع طرق مقابلتها نصب أعيننا دوما.
* خطنا الأحمر مع داعش مسافة 40 كيلومتراً من الحدود
وحول أنباء عن اقتراب جماعة داعش من الحدود الإيرانية قال قائد القوة البرية في الجيش الإيراني: عندما وصل عناصر داعش وخلال فترة قصيرة إلى السعدية وجلولاء قمنا بتحشيد قواتنا على الحدود إضافة إلى قوات حرس الحدود المرابطة هناك حيث عززت القوات الجديدة تواجدنا هناك.. وأعلنا كذلك أن خطنا الأحمر مع داعش هو مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود.. وبما أنهم لم يتوغلوا أكثر من ذلك لم نخض معهم أي مواجهة.. لكن ما إن اقتربوا من هذه المسافة بالتأكيد سوف نشتبك معهم.
* إس 300 سوف تغطي لنا المستويات المرتفعة
وبشأن منظومة “إس300” الدفاعية أشار العميد بوردستان إلى أن: هذه المنظومة سوف تغطي لنا المستويات المرتفعة وتمكننا من استهداف المقاتلات التي تحلق في المستويات المرتفعة؛ لكن تجدر الإشارة إلى أن دفاعاتنا الجوية تتمتع بمقدرة رادارية وهجومية عالية.وفي السنتين الماضيتين عندما امتنعت موسكو عن تزويدنا بهذه المنظومة قامت صنعتنا الدفاعية بالعمل على منظومة “باور 373” وتوصلت فيها إلى مراحل متقدمة؛ لكي يتم تزويد منظومتنا الدفاعية بها؛ لكن وبما أن منظومة إس300 ووفقاً لمرسوم الرئيس الروسي سوف يتم تسليمها إلى إيران وإلى قاعدة الدفاع الإيراني فهي سوف ترفع من مستوى الدفاع عن أجواء بلادنا؛ كما أن امتلاكها سوف يعزز من الجهوزية الدفاعية لدى القوات المسلحة في إيران.
* استراتجيتنا الدفاعية ترتكز على قوة الردع
وبشأن إزاحة الستار مؤخراً عن منجزات دفاعية أوضح قائد القوة البرية في الجيش الإيراني أن: استراتيجية القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران إنما هي استراتيجية دفاعية ترتكز على قوة الردع؛ ونحن قد اثبتنا خلال الـ35 سنة التي مضت عن الثورة أننا لم نعتدي يوماً على تراب الآخرين كما أننا لم ننوي ذلك؛ وإن كنا نقوم بتمتين قدراتنا الدفاعية والحربية على مستويات الجو والبر والبحر إنما هدفنا هو الردع لكي يعلم أولئك الذين قد تنتابهم هواجس في التعدي على إيران أن الجمهورية الإسلامية في إيران تتمتع بمقدرة دفاعية عالية بحيث يمكنها استهداف العدو وعقبته أيضا.
* نمتلك طائرات انتحارية من دون طيار
ورداً على سؤال حول إنتاج الطائرات الانتحارية صرح العميد بوردستان قائلاً: نحن نواجه اليوم أنماطاً جديدة من التهديدات تتنوع في حجمها وشكلها ونوعها؛ وعلى القوات المسلحة في الجيش أن ترفع من قدرتها الدفاعية بحجم التهديدات الموجودة.. ورغم أن استراتيجيتنا ترتكز على قوة الردع لكن ذلك لايعني أننا لانرصد التهديدات وأن لا نجهز أنفسنا بالقدرات الدفاعية اللازمة.
وأوضح بوردستان قائلاً: نحن قد خطونا خطوات طويلة في مجال الطائرات من دون طيار؛ وقمنا بزيادة عمق التوغل وشعاع العمليات؛ وزدنا من قابليات طائراتنا حيث يمكنها الآن أن تعمل كطائرة انتحارية أو قنبلة متنقلة.
وأضاف: كما أننا خطونا خطوات كبيرة في مجال الدفاع البري وكذلك في المجال الصاروخي؛ وكل ذلك تم ضمن استراتيجية الردع الدفاعية لدى القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية؛ حيث أننا سوف نستخدم كل هذه الإمكانيات من أجل القضاء على جميع التهديدات التي تواجهنا وهي في المهد.
* إجراء 5 مناورات في العام الجاري
وحول مناورات قوات الجيش في العام الجاري أوضح العميد بوردستان قائلاً: في العام الجاري سوف نقوم بإجراء 5 مناورات في 5 نقاط مختلفة من التراب الإيراني؛ ونطمح لكي نرتقي بالقدرات الدفاعية والعملياتية للقوات البرية في الجيش بالتناسب مع التهديدات الموجودة.