قالت صحيفة ” واشنطن بوست” الأمريكية إن مجموعة من العلماء والخبراء الدوليين، قاموا بنشر خطاب يدينون فيه الحملة العسكرية التي تطلقها المملكة العربية السعودية على الحوثيين في اليمن، واصفين إياها بأنها غير شرعية بموجب نصوص القانون الدولي.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني إن الموقعين على الخطاب، من بينهم مجموعة من الأكاديميين في جامعات هارفارد وأكسفورد وكولومبيا، يحضون المسئولون الأمريكيين والبريطانيين بالإسراع في الدفع بإتجاه استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة بـ ” وقف إطلاق النار فورا وبدون شرط.”
وأظهرت تقديرات الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية التي تستهدف الحوثيين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع والمعروفة بـ ” عاصفة الحزم” وكذا الاشتباكات التي تندلع بين الحين والاخر بين الفصائل المتناحرة في اليمن قد حصدت أرواح حوالي 750 شخص وتشريد أكثر من 150 الف أخرين.
وأعرب الموقعون على الخطاب عن بالغ مخاوفهم من إحتمالية وقوع كارثة إنسانية، قائلين إن ” أهداف الحملة تشتمل على المدارس والمنازل ومخيمات اللاجئين وشبكات المياه ومخازن الحبوب والصناعات الغذائية.”
وحذر الخطاب من أن ” هذا يتسبب على الأرجح في أضرار بالغة للمواطنين العاديين في اليمن مع عدم إمكانية دخول الأغذية والدواء بالقدر الكافي.”
وقادت المملكة العربية السعودية ” عاصفة الحزم” ضد معاقل الحوثيين في اليمن في أعقاب سقوط حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي جاء إلى سدة الحكم بدعم من جانب الرياض في العام 2012.
لكن التمرد الحوثي الشيعي استولى على العاصمة اليمنية صنعاء في العام الماضي، ما أجبر هادي على الفرار من مقر إقامته الكائن بمدينة عدن الشهر الماضي خوفا من بطش الحوثيين.
وإلى نص الخطاب:
نكتب تلك السطور من منطلق قلقنا البالغ من الأوضاع باليمن. فقد دخلت الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن بدعم من دول مجلس التعاون الخليجي ( بإستثناء عمان) ومصر والأردن والسودان، ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا، أسبوعها الثالث من القصف والحصار. إن تلك الحملة غير شرعية بموجب نصوص القانون الدولي: فأي من تلك الدول سالفة الذكر ليست في حالة دفاع شرعي عن النفس. كما أن الأهداف التي تتعرض للقصف تشتمل على المدارس والمنازل ومخيمات اللاجئين وشبكات المياه ومخازن الحبوب والصناعات الغذائية. وهذا بالطبع يحدث أضرارا جسيمة بالمواطنين العاديين في اليمنن مع عدم دخول الطعام والدواء بالقدر الكافي. إن اليمن وبالرغم من كونها افقر دولة عربية من حيث دخل الفرد، بها تعددية ثقافية وتتمتع بعادات ديمقراطية. وبدلا من أن تسهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في تدمير اليمن، ينبغي عليهما دعم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة للمطالبة بالوقف الفوري وغير المشروط للحملة العسكرية على اليمن، واستخدام نفوذهما الدبلوماسي للحفاظ على سيادة البلاد. ونحن وبوصفنا متخصيين، على دراسة كاملة بالانقسامات داخل المجتمع اليمني، لكننا نرى ضرورة أن يُتاح لليمنيين أنفسهم الفرصة للتفاوض حول تسوية سياسية
كانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” قد حذرت الأربعاء الماضي من أن الصراع في اليمن يعرقل موسم زراعة المحاصيل وينذر بحدوث نقص غذائي.
وتعمل “الفاو” منذ 2014 على دعم المزارعين اليمنيين، ولكنها تقول إنه لم يتوافر سوى 4 ملايين دولار من الأموال المطلوبة لتمويل برامجها في اليمن والتي تبلغ 12 مليون دولار.
وأشارت “الفاو” إلى أن حوالي 11 مليونا من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد بينما يحتاج 16 مليونا إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية ولا تتاح لهم إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب.
وتعثرت الأسواق وزادت أسعار الأغذية نتيجة تفاقم الأوضاع في وقت كان من المفترض أن تجري فيه زراعة محصول الذرة الرئيسي لعام 2015 إلى جانب حصاد محاصيل الذرة البيضاء.
ويعمل نحو ثلثي اليمنيين في الزراعة لكن البلاد تستورد حوالي 90% من احتياجاتها من القمح وجميع متطلباتها من الأرز.